موسكو - سعيد طانيوس
اعتبر يفغيني ساتانوفسكي، رئيس معهد الشرق الأوسط القائم في العاصمة الروسية, أن انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للبنان يوم الأحد الماضي، ليس أكثر من تحقيق هدنة بين الطرفين المتصارعين في لبنان، لكنها لن تؤدي بحد ذاتها إلى حلٍ نهائي للأزمة السياسية في البلد.
وأضاف: الأهم في الوضع أن لبنان يدخل الآن عملية إعادة تقاسم السلطة. وتناضل القوى الشيعة، وبالأخص الموالية لإيران، بقساوة، وهي تبدي استعدادها للكفاح بالوسائل المسلحة من أجل الهيمنة، وليس المساواة في الحقوق.. وليست موافقتها على انتخاب رئيس الجمهورية إلا وقف النزاع وليس حله.
وحسب رأي هذا المحلل، فإن الطرفين اللبنانيين المتنازعين حبسا أنفاسهما وحسب.. فمن حاول إضعاف (حزب الله) والقضاء عليه أخفق في هذا. وصحيح أن الإجماع العربي المتشدد لم يتح (لحزب الله) الاستيلاء على السلطة بصورة نهائية, لكن سورية وإيران اللتين تعتبران الممول والمدبر الأساسي لانتصارات (حزب الله) بقيتا على حالهما. وهما ستناضلان بلا ريب في سبيل تحقيق أفكارهما وفرض هيمنتهما على لبنان، ومن أجل اكتساب وضع القوة المؤثرة الحاسمة في ساحة الكفاح هذه ضد إسرائيل.
واعتبر ساتانوفسكي في تحليله الذي نشرته وكالة (نوفوستي) الروسية الرسمية أنه لا يمكن أن يتغير الوضع بصورة جذرية إلا عندما تحل جميع الميليشيات المسلحة في لبنان، ولا يبقى غير وحدات الجيش، وعندما تمارس الحكومة سلطاتها بأكملها في كافة أنحاء البلد، ويتخلص لبنان المستقل أخيرا من حالة الحرب الأهلية.
وختم ساتانوفسكي قائلا :إذا، لا يختلف الوضع الراهن على الإطلاق عن الأزمات السابقة. إن العمليات الحربية هدأت وتوقفت. ولكن هذه هدنة وليس سلاما، وبين الهدنة والسلام فرق شاسع.