Al Jazirah NewsPaper Friday  30/05/2008 G Issue 13028
الجمعة 25 جمادى الأول 1429   العدد  13028
الحرس الثوري يهيمن على مفاصل السياسة في إيران

طهران - أحمد مصطفى

أثارت تصريحات قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء محمد جعفري والتي أكد فيها على وجود وظائف أخرى للحرس الثوري الإيراني غير الوظائف العسكرية لغطا وردود فعل سلبية في الساحة الإيرانية فقد سارع الشيخ مهدي كروبي رئيس البرلمان السابق إلى إدانة تلك التصريحات ووصفها بتدخل العسكري في السياسة وقال كروبي للصحفيين: (نحن لا نؤيد تصريحات قائد الحرس حول الواجبات الأخرى للحرس فهو مؤسسة عسكرية تتحرك في إطار العسكرتارية ليس إلا أما إذا كان نيتهم دعم شخص ثان فذلك هو الخط الأحمر للحرس) وسارع رئيس القسم السياسي في الحرس الثوري الإيراني العميد يد الله جواني إلي الرد على تصريحات كروبي قائلا: إن الحرس لا نحصر وظيفته في الجانب العسكري فحسب بل له واجبات أخرى وأضاف: (أن انشغال الحرس في جبهة الحرب ضد العراق وابتعاده لمدة ثماني سنوات عن الساحة لا تعني أن وظيفة الحرس تنحصر في الجانب العسكري فقط بل له وظائف أخرى) على أن الحرس الذي تأسس إبان الثورة عام 1980 يعد من أهم المؤسسات العسكرية في إيران ويخضع إلى إشراف مباشر من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي الذي يتولى مهمة تعيين وعزل المسؤولين في هذه المؤسسة - ويتألف الحرس الثوري الإيراني - حسب تقديرات المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن- من 350 ألف عنصر،. وأهمية الحرس الإيراني تجسدها مقولة شهيرة للمرشد السابق الخميني وهي أنه (لولا وجود الحرس لما بقيت الثورة) وهذه المقولة منحت الحرس الثوري الإيراني أهمية استثنائية في إيران بعد الثورة، وكعادة الثورات في العالم فإن القادة ينشئون لهم ابتداء جيش لحماية ثورتهم الفتية وهكذا كانت البدايات الأولى لتأسيس الحرس الثوري الإيراني الذي أنيطت له مهمة الحفاظ على قادة الثورة من المعارضة والفتن الداخلية حيث كانت إيران تعيش في تلك المرحلة حالة من الصراع الحزبي القاتل الذي أدى إلى فقدان كوادر مهمة لها برصاص المعارضة مثل منظمة مجاهدي خلق وغيرها) وخلال تلك الفترة تمكن الحرس من بناء منظومة سرية له في داخل إيران وخارجها فللحرس وظائف داخل إيران وخارجها وهي الاتصال بحركات التحرر العالمية في لبنان والعراق وفلسطين ودول عربية وإسلامية ونسج الحرس علاقات أخطبوطية كبرى لا يمكن تجاهلها، وفي إيران وخلال عزل القائد السابق للحرس اللواء رحيم صفوي نتيجة الصراع داخل الحرس بين كوادر خامنئي ورفسنجاني بدأ القائد الجديد للحرس اللواء محمد جعفري بطرح أفكار جديدة تتضمن الشروع بواجبات جديدة للحرس تتمثل باتخاذه إستراتيجية جديدة في الداخل فقد ألمح إلى فكرة استقلالية منظومة الصواريخ عن جسد الحرس وإعطائها استقلالية في تنفيذ الواجبات إضافة إلى دعم المرشحين السياسيين من جناح المحافظين المتشددين، وبعد أن نجح الحرس الثوري الإيراني في وضع يده علي الحكومة من خلال أحمدي نجاد العضو السابق في الحرس نجح اليوم في اقتحام قلاع بهارستان حيث مبنى البرلمان الإيراني الجديد ووضع علي لاريجاني العضور النشط في الحرس الثوري الإيراني، ومن خلال الخارطة السياسية في إيران فإننا نلاحظ أن الحرس الثوري الإيراني قد وضع يده بشكل كامل على أهم المؤسسات وهي: أولا: الحكومة بقيادة أحمدي نجاد ثانيا: البرلمان بقيادة علي لاريجاني ثالثا: البلدية بقيادة محمد باقر قاليباف رابعا: وإلى جانب تلك المؤسسات فإن للحرس مؤسسات ثقافية وعلمية وجامعات ومستشفيات وشركات كبرى تضاهي ميزانية الحكومة، ويعتمد الحرس علي مقولة (الاكتفاء الذاتي) أي أنه لا يريد من الدولة أو الحكومة تمويل مشاريعه ومنحه المكافأت الشهرية بل إن شركاته التي تملأ إيران في الداخل والخارج هي الكفيلة بتمويل مشاريعه. ويتطلع الحرس الثوري الإيراني اليوم إلى السيطرة على جميع المؤسسات السياسية والقضائية في إيران كما يريد الهيمنة علي تلك المؤسسات بتنظيم انقلاب أبيض كما يسميه الرئيس نجاد أي أن تعود إيران إلى مرحلة الثورة وأن تذوب مرحلة الجمهورية وهي الخطوة الحرجة التي أعلن عنها خاتمي وأنصارها حينما أكدوا أن التيار الحاكم يريد نسف قواعد الجمهورية لأنه لا يريد الديمقراطية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد