Al Jazirah NewsPaper Friday  30/05/2008 G Issue 13028
الجمعة 25 جمادى الأول 1429   العدد  13028
محادثات أولمرت مع سوريا.. سلام أم مناورة شخصية

القدس - دان وليامز

يطلق الإسرائيليون اسم (ايتروج) على رئيس الوزراء المصان الذي يجب ألا يوجه له أي لوم أو مساءلة ليفرغ نفسه تماماً لإقرار السلام، وهي كلمة عبرية تشير إلى نوع خاص من أشجار الليمون التي تحظى بعناية وحماية فائقة حتى لا تتلف لتستخدم ثمارها في طقوس دينية خاصة في موسم الخريف.

وقناعة الإسرائيليين بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود أولمرت يستحق هذه المنزلة ويمكن أن يحدد فرص تمخض محادثات السلام مع سوريا عن نتائج ملموسة خلال الأشهر القليلة القادمة. وفي تحرك مفاجئ أعلنت إسرائيل وسوريا أنهما تجريان محادثات سلام غير مباشرة في تركيا وهي خطوة فسرها كثير من الإسرائيليين على أن الهدف منها هو تحويل الأنظار بعيداً عن التحقيق الجاري مع أولمرت في الحصول على رشى من رجل أعمال أمريكي وهي مزاعم قد تطيح به من منصبه. ونفى أولمرت خلال استجواب الشرطة له ارتكاب أي أخطاء لكنه قال إنه سيستقيل إذا وجه له اتهام رسمي.

وزاحمت أنباء التحقيقات مع أولمرت وعلاقته بمموله الأمريكي موريس تالانسكي أنباء محادثات السلام السورية بوساطة تركية في الصحف الإسرائيلية. وحملت أكبر صحيفتين في إسرائيل عنواناً مماثلاً (التحقيق والسلام) في تلخيص لمعنى يؤكد وجود صلة بين الاثنين. وتتمسك دمشق بقوة باستعادة هضبة الجولان السورية التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967 ثم ضمتها إليها عام 1981 وملأتها بمستعمرات تلقى تأييداً شعبياً في الداخل. وحتى يتخلى أولمرت عن هذه المرتفعات الإستراتيجية عليه أن يحصل أولاً على موافقة الأغلبية في البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) المنقسم على نفسه بل قد يضطر إلى طرح الأمر في استفتاء عام. ويبدو هذا وذاك غير مرجح بالنسبة لرئيس وزراء أضعفته بالفعل حرب لبنان المكلفة عام 2006 وتلاحقه المشكلات القانونية. وكتب بن كاسبيت في صحيفة معاريف الواسعة الانتشار يقول (من يقول أن أولمرت يحاول إقرار السلام مع سوريا بسبب التحقيقات هو خاطئ). ومن ناحية أخرى موسم الايتروج انتهى. السلام بين إسرائيل وسوريا مهم حقاً لكن تطهير اسطبلاتنا السياسية لا يقل أهمية). ويقول مسؤولون إسرائيليون إن ابرام اتفاق مع سوريا سيحقق مكاسب إستراتيجية مضافة تقضي بابتعاد دمشق عن أشد خصوم الدولة اليهودية ضراوة.. إيران وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) وحزب الله اللبناني. وإعادة تشكيل المنطقة بمثل هذا التغيير الجذري قد يدعم موقف أولمرت في الداخل. وكرر أولمرت مراراً أن الاتصالات التي جرت حتى الآن في فندق في اسطنبول هي محادثات أولية غير مباشرة يتنقل فيها الوسطاء الأتراك بين مساعديه ونظرائهم السوريين في غرفة أخرى. ويعتقد عدد كبير من المحللين أن أي تقدم ملموس في المفاوضات الإسرائيلية السورية لن يتحقق إلا بتغير جذري في السياسة الخارجية الأمريكية أي بعد مغادرة الرئيس الأمريكي جورج بوش البيت الأبيض في يناير كانون الثاني عام 2009 والذي استقبل أنباء الاتصالات مع دمشق بفتور. وجعل ذلك بعض صانعي القرار يتساءلون عن سبب التوقيت الذي اختار أن يعلن فيه أولمرت عن هذه الاتصالات.

وقال وزير في الحكومة الإسرائيلية (لماذا لم يتركهم يتفاوضون سراً إلى أن يكون هناك شيء ملموس يمكن الإعلان عنه او على الأقل مقدم إدارة أمريكية جديدة. من الصعب إبعاد فكرة وجود مكاسب في العلاقات العامة هنا).

ونجا أولمرت مراراً طوال سنوات من سياسة الضرب تحت الحزام وقلة فقط هي التي تعتقد أن نهايته حانت.

وقال أولمرت لصحيفة يديعوت أحرونوت أن إقرار السلام (هو الذي سيتوج عملي لا كل هذه الشائعات التي انتشرت في البلد عني). ومع تنامي الحديث عن ضربات إسرائيلية أمريكية محتملة لمنشآت إيران النووية يمكن أن يتسفيد أولمرت من مجرد أي اتصالات ولو فاترة مع دمشق. وقال المحلل السياسي الإسرائيلي رافيف دراكر (من المستحيل في وضعه الراهن أن يسلم أولمرت الجولان للسوريين. لكن هذا لا يعني ألا يكون قادراً على إبقائهم في محادثات كبديل عن الحرب).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد