مكتب الجزيرة - القدس - غزة - بيروت - رندة أحمد - بلال أبودقة
تجري هذه الأيام استعدادت على قدم وساق لإنجاز صفقة شاملة وكبيرة قد تشمل الجندي الإسرائيلي الأسير لدى حماس في غزة جلعاد شاليط ونواب حماس المعتقلين وعدد كبير من الأسرى الفلسطينيين والأسير اللبناني سمير قنطار وستة أسرى لبنانيين معتقلين في إسرائيل والجنديين الإسرائيليين الأسيرين عند حزب الله مرة واحدة.س
مسؤول إسرائيلي رفض الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس أكد يوم أمس الأول ان الطرفين يبدوان على استعداد لتقديم تنازلات.
وكان بدا أن حزب الله عدل عن المطالبة بالإفراج عن معتقلين فلسطينيين في حين وافقت إسرائيل على فكرة الإفراج عن سمير القنطار قبل الحصول على معلومات ملموسة حول مصير الطيار الإسرائيلي رون اراد الذي أسر في 1986 في لبنان واعتبر في عداد المفقودين، كما أضاف هذا المسؤول.
كما أكد المراسل العسكري للتلفزيون الإسرائيلي (يوئاف مئير) أن الأزمة التي كانت تقف حجر عثرة في وجه المفاوضات مع حزب الله كانت تتعلق بملف الطيار الإسرائيلي المفقود (رون أراد) وأن حزب الله أبلغ الموفد الألماني الأسبوع المنصرم بأنه موافق على نشر تقرير مفصل حول جهوده في البحث عن الطيار المفقود والنتائج التي توصل إليها وهو الأمر الذي من شأنه أن يشفي غليل الإسرائيليين ولو بالحد الأدنى.
وبالرغم من وجود اختراقات واضحة في جدار المفاوضات حسبما يؤكد المحلل السياسي في التلفزيون الإسرائيلي (عوديد جرنوت).. إلا أن الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله أكد في خطابه يوم أمس الأول في بيروت بمناسبة الذكرى الثامنة لتحرير الجنوب اللبناني أن سمير القنطار وإخوانه الأسرى سيكونون قريبا بيننا.
وفي بيروت أفادت عائلة الأسير اللبناني في السجون الإسرائيلية سمير القنطار وكالة فرانس برس أمس الأول أن هناك (إشارات إيجابية) إلى قرب الإفراج عن القنطار وأسرى آخرين لا يزالون في سجون الدولة العبرية.
وقال بسام، شقيق القنطار الذي يعتبر عميد الأسرى اللبنانيين في السجون الإسرائيلية، لوكالة فرانس برس (تم إبلاغي أن أمراً إيجابياً سيحصل لشقيقي ولجميع المعتقلين في السجون الإسرائيلية في غضون شهر.)
يذكر أن الأسير سمير القنطار حكم عليه في 1980 بالسجن 542 عاما بعد ادانته بقتل مدني إسرائيلي وابنته إضافة إلى شرطي إسرائيلي في 1979 في نهاريا شمال إسرائيل.
وفي المقابل تطلب إسرائيل استعادة جندييها ايهود غولدفاسر والداد ريغيف اللذين أسرهما حزب الله في 12 تموز - يوليو 2006 في عملية اسفرت أيضا عن مقتل ثمانية جنود إسرائيليين.
وتذرعت إسرائيل بهذه العملية لتشن على لبنان حربا من 12 تموز - يوليو 2006 وحتى 14 اب - اغسطس 2006 ما ألحق به أضراراً بشرية ومادية فادحة.
وتعود آخر عملية تبادل بين الجانبين إلى تشرين الأول - اكتوبر 2007 وشملت أسيراً لبنانياً واحداً هو حسن نعيم عقل وجثتي مقاتلين من حزب الله في مقابل جثة مستوطن إسرائيلي ومعلومات عن (قضايا انسانية) تتعلق بالطيار الإسرائيلي رون أراد.
وتبدو صفقة التبادل هذه المرة شاملة في المنطقة والتي تشير إلى ما يبدو أنه إظهار لحسن النويا خصوصاً وأن مفاوضات جرت وتجري حالياً بين حماس وإسرائيل واتصالات جانبية لبسط التهدئة.. والتي ستشمل أيضا تبادل الأسرى مقابل تحرير الجندي الإسرائيلي الأسير في قبضة حماس بغزة جلعاد شاليط.
وحسب المحلل السياسي الإسرائيلي اودي سيجل ستجرى المفاوضات على الطريقة التركية (كما بين إسرائيل وسوريا).. أي أن الوفد الحمساوي سيجلس في غرفة بفندق والوفد الإسرائيلي سيجلس في غرفة بفندق مجاور وتجري المفاوضات بينهما بوساطة المخابرات المصرية وبشكل مكثف ومتواصل وصولاً إلى الاتفاق.