لا يمكن أن نختصر الكلام عن الزيارة الملكية للمنطقة الشرقية بانتهاء هذه الحلقات، ونقول إننا أوفيناها حقها، وإن ما قيل عنها قد استكمل كل جوانبها المهمة، كما لا يمكن الزعم بأن أحداً منا قد كتب عنها بما يعتقد أنه لامس ولو بعض تفاصيل دلالاتها وعناصر أهميتها، إلا أن يكون هذا الشخص قد اعتقد خطأ أنه وُفِّق في تحقيق ذلك.
***
زيارة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمنطقة الشرقية لم تسرق منها احتفالات أرامكو السعودية بمرور ذكرى 75 عاماً على ولادتها حق التصنيع والتعليم؛ فقد كان اهتمام المليك بهذين القطاعين المهمين كبيراً وواضحاً، مع التسليم بأن مناسبة أرامكو مناسبة تاريخية وحدث لن يتكرر إلا بعد ربع قرن من الآن.
***
لقد زار عبدالله بن عبدالعزيز مدينة الجبيل الصناعية، وهناك دشَّن العديد من المشاريع الصناعية، بأكثر من 78 ملياراً من الريالات، وأطلق المليك بسعادة غامرة إشارة البدء لإنشاء 29 مشروعاً صناعياً عملاقاً، ضمن خطة طموحة وكبيرة ومهمة لتكون بلادنا دولة صناعية كما تنبأ لها الملك المؤسس، ورعاها بالسقيا والعناية والدعم والاهتمام أبناؤه من بعده.
***
ومثلها فعل المليك في مجال التعليم العالي بتدشينه مشروعات معرفية وتعليمية بعشرة مليارات ريال في جامعة الملك فيصل بالدمام وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران؛ بحيث تتعانق المشروعات الصناعية مع التوسع في التعليم ضمن خطة تنموية لا تترك مجالاً للاسترخاء أو الانكفاء أو التراجع.
***
إنَّ كلاماً كثيراً وطويلاً يمكن أن يُقال عن الزيارة، ويُكتب عن نتائجها، ويُشار من خلالها إلى ما هو متوقع في المستقبل القريب في ظل هذا العزم من الاهتمام بالتعليم والتصنيع وكل البرامج والمشروعات الأخرى التي تعزز مكانة المملكة وتغنيها عن الاعتماد على الغير في بعض الصناعات باعتمادها على ورشها ومصانعها وسواعد رجالها الأفذاذ.
***
غير أن ما لا يمكن لمثلي أن يغفله في ختام كلامه عن رحلة الخير، هو أهمية الإشارة - ولو سريعاً - إلى القيمة الحقيقية لمثل هذه الزيارات؛ حيث تكون للزيارات التفقدية من ولي الأمر إلى مناطق ومدن المملكة أهمية خاصة من حيث وقوفه بنفسه على ما تم إنجازه من مشروعات وسماع وجهات نظر مواطنيه ورؤيته للواقع بعينيه انطلاقاً من أن مَن رأى ليس كمَن سمع. شكراً لعبدالله بن عبدالعزيز ملكاً وإنساناً، وزعيماً محباً لشعبه ووطنه وأمته.