لم يكن راحلاً .. لم يكن شارداً
لم يكن غائباً ،
لم يكن غير شمس بكَّرت في المغيب
***
قابته خمساً وسابعة بكيت..
تصطفيه النخل وتزين هاماتها بنداه
يبسم فتخرج من أعيننا دمعة كالضياء
كان ينسق.. حرفاً شبيهاً بالسماء
فيكتب فينا صدق صوته
وينشده - وهذا الرواء
يتقدم خطوتين ورقه
تصافحك انوار وجهه قبل ان
توثق تواضعه يداه..
فمن يغرس في الأرض سبع سنابل
ومن يمسح بيده تعب الناس
ومن يجتمع الخصوم على وصف سجاياه
ومن يؤاخي بين الخطوة والبسمة
ومن يمشط شعر غيم بالكاد نراه
ومن يدون في اول السطر اسم الإله
ومن يقول صمتاً معنى الحياة،
ومن يعمل على دفء البيوت..
حتى لا يموت
***
رجل.. وصالح تنحني اللغة الكامنة لالتقاط
بريق عينيه.. وحضوره..
رجل ومطر..
وتساقط اعذاق الجنان عليه
رجل وثمر..
حتى يباس الارض يسطفيه
في حضرته تنكسر الاسماء والصفات
والعمر يجبر الجمع نبله وحدبه
وعذب توصيفه للحياة..
لم أكن قريباً منه لكنه من كلنا اقترب
يتركك وانت تراه تهجس فيه.. تفكر
في الكلام الذي استقر في ذهنك
والمعرفة التي اضافها ليومك
والحياء الذي بثه فيك
ويدهش حلمك هذا التواضع وتلك الهالة
النقية التي تظلله..
لمرة قلت اسمي مُعرفاً: فابتدرني بالكثير من
التحايا.. حتى حسبت انني بعض ذويه..
بعد خمس اتيت إليه..
توضأت بالشمس روحه ومضت..
هناك لتشرق كل مطلع يوم
روحه فينا..
صدقه..
نبله..
ويحيا (صالح) في كل غرسة ارض
وفي كل قطرة ماء..
وفي كل هذا المجال..
صالح قلب هذه الأرض
صالح مسك الغزال..