Al Jazirah NewsPaper Friday  30/05/2008 G Issue 13028
الجمعة 25 جمادى الأول 1429   العدد  13028
الرؤى والمنامات
لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها
عايض بن محمد العصيمي

لابد - أحبتي الكرام - لمعبر الرؤى أن يكون له معرفة في التعبير والتفسير للمنامات إذ التعبير يعد فتوى كما مر معنا سابقاً وأوضحناه وقد قال الإمام مالك - رحمه الله تعالى - : (لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها). (التمهيد 1-288).

فلا يجوز إذاً شرعاً الإقدام على الرؤيا من قبل جاهل بها وبطرقها قال تعالى: {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ}.

قال ابن شاهين: (يجب على من لا يعرف علم التعبير ألا يعبر رؤيا أحد، فإنه يأثم على ذلك لأنها كالفتوى وهي في الحقيقة علم نفيس).

ولنقف سريعاً عند قوله تعالى: {قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ} قال الإمام السعدي في تفسيره معلقاً على هذه الآية: (فجمعوا بين الجهل والجزم بأنها أضغاث أحلام والإعجاب بالنفس بحيث لم يقولوا: لا نعلم تأويلها، وهذا من الأمور التي لا ينبغي لأهل الدين والحجا). (تيسير الكريم الرحمن 1-840).

وما أكثر الجهال والمتخرصين في هذا العلم بلا علم فيه ودراية، وتأملوا وأحيلوا أنظاركم كثيراً في المعبرين تجدون أنهم لم يتهيأوا بعد للتعبير والتفسير! أغلبهم وأعظمهم صغار سن لا علم لهم وبضاعتهم مزجاة وهذا من تلاعب الشيطان عليهم.

والأعجب من هذا كله أنك تسمع فجأة أن فلاناً أصبح يعبر الرؤى ولم يكن يعرف بهذا أبداً وكأنه استيقظ من نومه وأصبح إماماً للمعبرين، لا أقول هذا متهكماً أو ساخراً بأحد، لا والله وأستغفر الله وأتوب لكن أحكي شيء من واقعنا المرير.

والأدهى والأمر من هذا أحبتي أن يجتمع أناس في مجلس فيقص أحدهم رؤيا راءها فيتسابق إليه من يعبرها دون علم فيصيب ويلامس شيئاً من الواقع فيفرح لذلك فيزين الشيطان له الأمر ثم يرمي بالثانية والثالثة فيعتقد أنه ابن سيرين عصره ويدخل وينتشر صيته في هذا وليس له فيه من علم إلا اتباع الهوى والعياذ بالله.

وقفة: (لا يتطعم الأكل):

رأى أحد الأشخاص في منامه: أنه يأكل من طعام ولا يتطعم هذا الأكل ولا يحس بطعمه أبداً.

فقال من فسرها له: أنت رجل قد خلطت أموالك بأموال محرمة فاتق الله وتب وطهر مالك من الحرام.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد