Al Jazirah NewsPaper Friday  30/05/2008 G Issue 13028
الجمعة 25 جمادى الأول 1429   العدد  13028
قطيعة الرحم!!
بدرية بنت صالح التويجري *

مما اهتم به الإسلام وأعلى من شأنه، صلة الرحم، فقد جاءت آيات وأحاديث تدعو إلى توثيق تلك الصلة مع بيان الفضل للواصل للرحم، وتنهى عن قطعها مع بيان العقوبة لقاطع الرحم. لكن من الآباء من يرتكب أخطاء فادحة تجاهها، وبشيء من الصراحة من الآباء من يكون قد اكتوى بظلم ذوي القربى، وخزن في ذاكرته مواقف عدة وخزت قلبه، وأدمعت عينه، فلا يستطيع أن يمسح تلك الصور العالقة في خياله، ولم يفلح في مقابلة السيئة بالحسنة، فتؤثر رواسب ذلك الماضي على تصرفاته، فلا يكتفي بقطع صلة الرحم بل يورثها لأبنائه عندما يكرر على أسماعهم، ويحشو أذهانهم بمشاكل مضت وانتهت، وهي أحداث كانت مغيبة عن الأبناء، إلا أنه بذلك يجتهد في نقلهم إلى الوراء، حتى يرسخ فيهم البغض والحقد، ويخرجهم مشحونين بالكراهية التي تمزق كل الروابط، وبهذا الفعل يطمر منابع الحب لدى الأبناء، ويستبدل بها الحقد.

أيها الآباء.. جففوا منابع الكراهية بالتسامح، وطي صفحات الماضي، واقطعوا تسلسل العقوق، فمن عفى وأصلح فأجره على الله، ولا تصيروا الأبناء أدوات حادة للبتر والقطع، فمن حقهم عليكم التربية الحسنة، وتقويم الأعوجاج، فلا تدخلوهم فيما لا يرضي الله، فاقرأوا واستشعروا عظمة هذا الحديث الذي حث على صلة الرحم، فعَنْ أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ من خلقه قالت الرحم: هذا مقام العائذ بك من القطيعة. قال: نعم أما ترضين أن أصل من وصلك. وأقطع من قطعك. قالت: بلى يا رب. قال: فهو لك)، وفي حديث آخر: (لا يدخل الجنة قاطع).

فهل يسركم أن يمنع أبناؤكم من دخول الجنة؟!.

* بريدة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد