تعرّفت عليه، وشرفت بذلك، منذ سنوات طويلة عبر صديقنا المشترك الأخ عبدالرحمن أحمد عراقي، وهو جاره. وتزاملت معه على مقاعد مجلس الشورى. وتواصلنا كثيراً بعدها. وزرته، وأولادي، وهو يرقد على السرير الأبيض. ذلك هو أخي العزيز الوفي معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك، صاحب (الأخوانيات) الأخيرة التي أصدرها وهو على فراش المرض.
وقد سررت كثيراً بعرضها على صفحات مجلة (عالم الاقتصاد)، وفرح بها كثيراً. وهي تعبير صادق عن مكنون هذا الرجل الصادق. كان إنساناً راقياً في كل ما أعرفه عنه. راقياً في علمه، في فكره، في أخلاقه وتعامله مع الناس. كنا نتبادل الحب والتقدير والاحترام. نقل خبر وفاته لي صديقنا المشترك اللواء عبدالقادر عبدالحي كمال. قلت لا حول ولا قوة إلا بالله .. آمنت بالله .. إنا لله وإنا إليه راجعون. هذه هي نهايتنا كلنا يا أبا هشام. وتمتاز عني بما حباك الله من نفس طيبة وخاتمة طيبة. هذا ما نراه فيك ونحن نودع جسدك الطاهر لتبقى سريرتك الطيبة في أذهاننا، وذكراك العطرة في مجالسنا. أسأل الله أن ينعم عليك برحمته الواسعة ويسكنك جناته الوارفة.