Al Jazirah NewsPaper Friday  30/05/2008 G Issue 13028
الجمعة 25 جمادى الأول 1429   العدد  13028
إلى جنة الخلد يا أبا هشام بفضل الله ومنته
د. محمد بن سعد العصيمي *

في يوم الثلاثاء 22-5- 1429هـ شهد مسجد الراجحي بالرياض ومقبرة النسيم جموعاً حاشدة من محبي د. صالح بن عبدالله المالك أمين عام مجلس الشورى - رحمه الله - قدمت من الرياض ومن خارجها للصلاة عليه والدعاء له وعزاء آله وذويه، وإن كان الكل يعزى في الدكتور صالح.

رحمك الله أبا هشام رحمة الأبرار، وتغمدك بواسع رحمته، وأسكنك فسيح جناته، فقد كنت ملء السمع والبصر لإخوانك ومحبيك وزملائك، ولجميع من عرفك وتعامل معك بدماثة خلقك، وبفكرك الثاقب، وبعد نظرك.

لقد كان - رحمه الله - أنموذجاً فذا في سعة علمه وعمق فكره وحسن تعامله حيث يتحرى الإتقان والدقة فيما يقدمه من عمل مهما كلفة ذلك من جهد، فعلى سبيل المثال لا الحصر قبل بضع عشرة سنة شرفني - رحمه الله - فجأة بزيارة في مكتبي بشؤون الطلاب بوزارة التربية والتعليم وهو يعمل وقتئذ عضواً بمجلس الشورى في دورته الأولى أو الثانية يستقصي المعلومة التي تخدم عمله بنفسه، ويحاور حوار العالم والباحث الجاد، حواراً ثرياً ملؤه الإيجابية والتقدير والتفاؤل.

أحسبه ليس فقيداً على أسرة المالك وكل محبيه وأصدقائه فحسب، بل فقيداً على وطنه بأسره بما يحمله قلبه المفعم بحب هذا الوطن ومستقبله وأهله، وما يحمله من مشاعر فياضة لهذا الوطن وإدراك لإنجازاته وتحدياته المعاصرة والمستقبلة، تلمس ذلك في حديثه الرصين، وفي قلمه المتدفق، بانتمائه لدينه ولوطنه وولاة أمره وفقهم الله، وبأسلوبه اللغوي الرائع وإدراكه للغة العربية العربية والإنجليزية الذي يبز المتخصصين فيهما.

كان - رحمة الله عليه - يتدفق حكمة واتزانا في القول والعمل، يأخذك بواسع أفقه وبحسن استماعه لحديثك، ثم إطراقه في التفكير ليتحدث بأناة، وبنبرته الهادئة وبفكره العميق الذي يجد المستمع فيه ضالته.

عزاؤنا فيك إيماناً بالله وبقدرة وبأن لكل أجل كتاب، وما قدمت من عمل في المحطات التي شهدت عطاءك وما تركته من إنجازات وأثر لا ينسى، وبأن لكل أجل كتاب، وما قدمت من عمل في المحطات التي شهدت عطاءك وما تركته من إنجازات وأثر لا ينسى، أسأل الله لنا ولك القبول، وأملنا في الله كبير بالمغفرة والرحمة بإذنه.

رحمك الله أبا هشام رحمة واسعة، وأدخلك فسيح جناته، وجمعنا بك وجميع محبيك وإخواننا من المسلمين في الفردوس الأعلى من الجنة.. وإن القلب ليحزن والعين لتدمع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وتعالى {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ} وعزائي الحار إلى أسرته خاصة وأسرة المالك كافة أسأل الله العظيم أن يلهم الجميع الصبر والسلوان ويعظم لهم أجراً، فلله ما أعطى ولله ما أخذ وكل شيء عنده بقدر فاصبروا واحتسبوا..

* وكيل وزارة التربية والتعليم للتطوير التربوي سابقاً



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد