قيل.. (إذا أحببتم أن تعلموا ما للعبد عن ربّه.. فانظروا ما يتبعه من حسن الثناء).
وفقيدنا الغالي معالي الدكتور صالح بن عبدالله المالك - يرحمه الله -، لا يختلف عليه اثنان، فهو من هؤلاء الرجال حسنى المعشر، تشعر أنك تعرفه من الوهلة الأولى، لا تجد صعوبة في التعامل معه، الابتسامة لا تفارق محياه، يتحدث حديث العلماء العارفين، ويصمت صمت الحكماء، يؤثر من حوله بعلمه الغزير، وتواضعه الجمّ، إضافة إلى كونه ليّن الجانب، ذا مروءة، وأخلاق عالية.
أما على الصعيد العلمي والعملي.. فإن سيرته الذاتية - غفر الله له - تشهد له بالتفرد، فقد سخّر تخصصه الأكاديمي الاجتماعي، وثقافته الموسوعية لخدمة وطنه، وتوّج ذلك بعضوية مجلس الشورى لثلاث دورات متتالية، أهلته للاختيار أميناً عاماً للمجلس.
وكانت مراحل حياته حافلة بالمسؤولية والتفاني وروح المبادرة، وكان في مقدمة الذين حملوا على أعناقهم وفي ضمائرهم همّ تنمية المجتمع وتطويره تحت مظلة قيمنا وثقافتنا وثوابتنا، وساهموا في ترسيخ قواعد مؤسسات الدولة العصرية.
لقد فقدنا أبا هشام.. وهو في قمة مسؤولياته وعطائه، بعد طول معاناة مع المرض، جعله الله نقاءً وطهوراً عليه.
ولا نملك إلا التوجه بالدعاء للعلي القدير أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجزيه عنّا وعن أهله وبلده خير الجزاء.. إنه سميع عليم.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}