Al Jazirah NewsPaper Friday  30/05/2008 G Issue 13028
الجمعة 25 جمادى الأول 1429   العدد  13028
ثمّنوا مبادرة خادم الحرمين.. عدد من رؤساء المراكز والهيئات الإسلامية في العالم:
المؤتمر العالمي الإسلامي للحوار يضع استراتيجية للتعريف بديننا ويتصدّى للحملات المضادة

كتب - مندوب «الجزيرة»:

ثمّن عدد من رؤساء المراكز والجمعيات والهيئات الإسلامية في أوروبا وأمريكا، دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أهل الأديان للتعايش السلمي، وأشادوا بالمؤتمر العالمي الإسلامي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي في رحاب مكة المكرمة، الذي سيشارك فيه أكثر من خمسمائة عالم وداعية، وقالوا: إنّ التأصيل الشرعي للحوار مع الآخر أمر مهم جداً، والاتفاق على ميثاق إسلامي عالمي تلتزم به الجهات الإسلامية التي تعمل في ميدان الحوار مع الآخرين أمر ضروري لتوحيد الصف الإسلامي، وليكون الحوار موحداً ومنطلقاً من أسس إسلامية شرعية.

جاء ذلك في استطلاع آراء رؤساء المراكز الإسلامية في أوروبا وأمريكا الشمالية واللاتينية:

القواعد الشرعية

بداية قال مدير المركز الإسلامي (أورانج) في مدينة لوس أنجلوس بالولايات المتحدة الأمريكية الدكتور مزمل صديقي: إنّ واقع الحوار القائم بين المسلمين والآخرين ما زال في حاجة ماسة إلى الاعتماد على قواعد شرعية تستند إليها مناهج الحوار، وتأخذ بها المؤسسات الإسلامية التي تشارك في منتديات الحوار ومؤتمراته في البلدان الغربية، وقال: إنّ تولِّي رابطة العالم الإسلامي هذه المهمة من خلال المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي ستعقده في مكة المكرمة، سيحل كثيراً من المشكلات والعوائق التي تبرز في ندوات الحوار وتعيق تحقيق الأهداف المأمولة منه.

ونقل الدكتور صديقي تفاؤل المراكز والجمعيات الإسلامية في الولايات المتحدة وأملها بأن تتوصل رابطة العالم الإسلامي إلى وضع نهج متكامل تعتمد عليه مؤسسات الحوار الإسلامي، ويتم من خلاله التنسيق فيما بينها، مشيراً إلى أنّ العمل الموضوعي في مجالات الحوار مع الآخرين يحقق للمسلمين ولغيرهم من الشعوب المنافع التي يتطلع خادم الحرمين الشريفين إلى تحقيقها، وفي مقدمتها التعايش السلمي بين الشعوب.

القواسم المشتركة

وأبان مدير المركز الثقافي الإسلامي في مدريد بأسبانيا الدكتور إبراهيم الزيد، أنّ المؤسسات والجمعيات الإسلامية في أسبانيا تحيي مبادرة خادم الحرمين الشريفين في دعوته للحوار، وحرصه الشديد - حفظه الله - على أن يسود التفاهم بين المسلمين وغيرهم، كما أنها تنتظر نتائج (المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار)، وستعمل بتوصياته وستأخذ بمنهاج الحوار الذي سيتفق عليه العلماء والمفكرون المشاركون فيه.

وبيّن مدير المركز الإسلامي في أسبانيا أنّ رابطة العالمي الإسلامي مؤسسة إسلامية كبرى، تمتلك رصيداً كبيراً من العلاقات مع مؤسسات الحوار ومراكز البحث والجامعات في العالم، وهي مؤهّلة اليوم لتنظيم مهام الحوار وأعماله، لتحقيق الأهداف الإسلامية في التعريف بالإسلام، والحد من الحملات الموجهة إليه، ومن ثم التفاهم مع الآخرين من خلال القواسم المشتركة على العمل المشترك والتعاون والتفاهم، مما يعزز ويقوي فرص التعايش بين الناس على اختلاف أديانهم وبلدانهم وأعراقهم ولغاتهم.

الانفتاح على الشعوب

وأشار المدير العام للمؤسسة الإسلامية لدول أمريكا اللاتينية والكاريبي المهندس محمد يوسف هاجر، بسياسة المملكة العربية السعودية، وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وانفتاحها على العالم، انطلاقاً من سنّة التعارف والتواصل مع المجتمعات الإنسانية للتعاون معها على الخير، مثنياً على دعوة خادم الحرمين الشريفين الأمم للتفاهم عن طريق الحوار، وقال: إنّ المملكة ضربت المثل الذي يحتذى للانفتاح على الشعوب، والحوار معها. وقال: إنّ المسلمين ومنظماتهم في أمريكا اللاتينية يتطلّعون إلى نتائج المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي ستعقده رابطة العالم الإسلامي مؤملين أن يحقق استراتيجية موحّدة لانفتاح المسلمين وحوارهم مع شعوب العالم وأممه ومؤسساته.

التواصل الإسلامي

أمّا مدير المركز الثقافي الإسلامي في مدينة بيروجيا بإيطاليا الدكتور محمد عبد اللطيف البرق، فقد أبرز اهتمام المسلمين والمراكز والجمعيات الإسلامية في إيطاليا بمضامين الدعوات التي دعا فيها خادم الحرمين الشريفين، أمم العالم وشعوبه إلى الحوار، لتحقيق التفاهم والتعايش بين بني البشر من كافة البلدان والأجناس، مؤكداً أنّ الحوار يسهم في التقارب بين الناس، كما يعزِّز العلاقات بين بلدان العالم، مبرزاً دور المملكة العربية السعودية في تفعيل أعمال الحوار وتطبيقاته، ومؤكداً أهمية التواصل الإسلامي مع الثقافات الشرقية، كما فعلت المملكة العربية السعودية في الفترات السابقة، واستعداداتها كذلك للحوار مع كلٍّ من روسيا والصين.

وبيّن أنّ قيام رابطة العالم الإسلامي بتنظيم مؤتمر إسلامي عالمي عن الحوار سيسهم في وضع القواعد الإسلامية للانطلاق الواسع في التعريف بحضارة المسلمين وثقافتهم وبالمبادئ الإسلامية التي تحتاج إليها البشرية لتحقيق التفاهم والتعايش بصورة أفضل في العالم، مشيراً إلى أنّ ندوات الحوار ستكون نافذة واسعة للتعريف بالإسلام والدفاع عنه.

وأشار د. محمد البرق إلى إنّ المراكز الإسلامية في إيطاليا ترغب بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي في تنظيم ندوات الحوار في إيطاليا وغيرها من البلدان الأوروبية، مؤكداً أنّ الرابطة لفتت أنظار الإيطاليين إلى دين الإسلام من خلال ندوات الحوار والمؤتمرات الإسلامية التي عقدتها في إيطاليا ومنها المؤتمر الإسلامي العالمي حول الإسلام وحقوق الإنسان، الذي عقدته الرابطة في وقت سابق في المركز الثقافي في العاصمة روما.

النهج الشرعي

وعبّر مدير المركز الثقافي الإسلامي في بروكسل ببلجيكا الدكتور عبد العزيز اليحيى عن رغبة المؤسسات والجمعيات الإسلامية في كلٍّ من بلجيكا وهولندا بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي من خلال تنظيم ندوات الحوار المشتركة، مشيراًً إلى أنّ محاور المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، ذات أهمية كبرى، لأنها ستضع نهجاً شرعياً يستفيد منه المحاورون المسلمون في ندوات الحوار ومؤتمراته، وأضاف: إنّ من الأمور المهمة التي يتطلّع إليها المسلمون في الغرب، أن تكون هناك مرجعية إسلامية عليا خاصة بشؤون الحوار الإسلامي مع غير المسلمين من أتباع الأديان والثقافات المختلفة، وأوضح أنّ المحاور التي أعلنت عنها الرابطة، والتي سيعالج المشاركون في المؤتمر قضية الحوار ومشروعيته وضوابطه من خلالها، سوف توجد منهجاً موحداً تعتمد عليه المؤسسات الإسلامية في حوارها مع الآخرين، وقال: إنّ ما تسعى إليه رابطة العالمي الإسلامي يتوافق مع دعوة خادم الحرمين الشريفين إلى الحوار، والتي تنطلق من منطلقات إسلامية هدفها تعميم الخير على الناس، وإيجاد التفاهم وتحقيق التعاون بين المجتمعات البشرية.

تصحيح الصورة

أمّا مدير المركز الثقافي الإسلامي في فيينا الدكتور فريد خوتاني، فقد رحب باسم المؤسسات والجمعيات الإسلامية في النمسا بالمؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، مبرزاً أهمية التواصل بين المسلمين وغيرهم، وأثر ذلك على التفاهم والعيش المشترك، وقال: إنّ رابطة العالم الإسلامي عقدت عدداً من المناشط الإسلامية في المركز الثقافي الإسلامي في فيينا، ودعت غير المسلمين للمشاركة فيه، ومن أهم هذه المناشط، عقدها مؤتمراً خاصاً بصورة الإسلام في المنهاج الدراسية في الغرب.

وبيّن أنّ الرابطة تمكنت من تعريف الغربيين المشاركين معها في المؤتمر بالتصورات المغلوطة عن الإسلامي في عدد من الكتب المدرسية التي يتلقّى منها طلاب المدارس في الغرب المعرفة، وأكد الخوتاني أنّ رابطة العالم الإسلامي تستحق التقدير على جهودها في التواصل مع المنظمات الغربية لتعريفها بحقيقة الإسلام.

وأشاد مدير المركز الثقافي الإسلامي في فيينا باهتمام خادم الحرمين الشريفين بالحوار ودعمه لحوار المسلمين مع غيرهم .. مشيراً إلى أنّ في ذلك منافع كثيرة تتحقق للإسلام والمسلمين.

عمل إسلامي كبير

وأوضح مدير المركز الإسلامي في البرازيل الأستاذ جمعان الغامدي أنّ للحوار مع غير المسلمين منافع عديدة يلمسها بخاصة المسلمون الذين يعيشون خارج حدود العالم الإسلامي، وان إقدام الرابطة على عقد المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار عمل إسلامي كبير، والأمل أن تنطلق بعده مجالس الحوار وندواته، لأنّ في ذلك منافع من أهمها تعريف العالم بأنّ الإسلام ينبذ لغة الصراع، ولا يقبل بنظريات الصدام، وإنّما هو دين سمح يدعو إلى التفاهم والتعاون بين الناس من خلال الحوار.

وقدّم مدير المركز الإسلامي في البرازيل شكر المنظمات الإسلامية في أمريكا الجنوبية وتقديرها لرابطة العالم الإسلامي على مبادرتها واعتزامها عقد هذا المؤتمر الذي سيحقق بعون الله الأمل الذي يتطلّع خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - إلى تحقيقه.

مرجعية معتمدة

وعبّر مدير مكتب رابطة العالم الإسلامي في كندا الدكتور زهير محمد الخطيب، عن حاجة الأقليات والمجتمعات الإسلامية في الغرب، إلى مرجعية إسلامية معتمدة للانطلاق في حوار موضوعي مع غير المسلمين، وناقلاً ترحيب المسلمين في كندا باعتزام رابطة العالم الإسلامي عقد مؤتمر إسلامي عالمي للحوار، معرباً عن الأمل في أن يتوصل المشاركون فيه إلى إيجاد مرجعية عليا للمسلمين بشأن العلاقة مع الآخر، وإنجاز مهام الحوار الإسلامي، وفق الأسس والمنطلقات الشرعية، وأشاد الخطيب بالاهتمام الملحوظ لخادم الحرمين الشريفين بقضية الحوار، مشيراً إلى أنّه وسيلة إسلامية ناجحة للإقناع العقلي، وشرح التصوُّر الإسلامي لغير المسلمين فيما يتعلّق بالقضايا الإنسانية المشتركة، مؤكداً بقوله: إنّ المراكز والجمعيات الإسلامية في كندا مستعدة للتعاون مع رابطة العالمي الإسلامي في تنظيم ندوات الحوار المشتركة في أنحاء كندا، وذلك لتعريف الكنديين بمحاسن الإسلام، والحلول التي تقدمها مبادئه لحل مشكلات العالم.

الآمال الكبيرة

من جهة أخرى أوضح المدير العام للمراكز والمكاتب في الخارج في رابطة العالم الإسلامي الأستاذ محمد بن أحمد الحساني أنّ المراكز والمكاتب والجمعيات الإسلامية العاملة خارج حدود العالم الإسلامي، تأمل في أن تتمكن رابطة العالم الإسلامي والمنظمات المتعاونة معها من تحقيق الآمال الكبرى التي ينشدها خادم الحرمين الشريفين من دعوته أمم العالم وشعوبه إلى التفاهم عن طريق الحوار، لتحقيق التعايش والتعاون في المشترك الإنساني، وفي مواجهة التحديات الثقافية والاجتماعية والاقتصادية التي تعاني منها كثير من شعوب العالم.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد