بيروت - وكالات
يجري رئيس الحكومة اللبنانية المكلف فؤاد السنيورة استشارات نيابية تستمر يومين ويبدأها اليوم الجمعة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية أول حكومات عهد الرئيس ميشال سليمان المتوقع أن تواجه تركيبتها صعوبات.
وأوضح بيان صدر الخميس عن رئاسة البرلمان أن هذه الاستشارات تبدأ ظهر اليوم وتنتهي السبت وتجرى في مقر المجلس النيابي في وسط بيروت.
وقام السنيورة أمس الخميس بزيارات بروتوكولية إلى رؤساء الحكومات السابقين.
وشملت زياراته النائب المعارض ميشال عون بصفته رئيس حكومة انتقالية سابقة والذي رفض تكليف السنيورة بل واعتبره (إعلان حرب) رغم تأكيده المشاركة في الحكومة التي ستوفر للمعارضة الثلث المعطل، أي التي يستطيع فيها وزراؤها أن يعطلوا أي قرار يطرح على التصويت في الأمور المهمة.
ونص اتفاق الدوحة الذي وضع برعاية عربية لحل الأزمة على حصص كل طرف في الحكومة بدون تفاصيل إضافية لتكون موزعة على الشكل الآتي: 16 للأكثرية و11 للمعارضة و3 لرئيس الجمهورية.
وتوقعت صحف لبنانية أمس الخميس أن يواجه تشكيل الحكومة صعوبات تتمحور خصوصاً حول توزيع الحقائب السيادية والخدماتية وحول توزيع الحصص الطائفية والمذهبية بين الطرفين.
وكتبت صحيفة (النهار) الموالية (تبدأ استشارات التأليف في رحلة صعبة رسمت ملامح الاستشارات النيابية التي رسخت ظاهرة الفرز الحاد بين معسكري الأزمة حتى ضمن المؤسسات).
وأضافت (التعايش الصعب سيجد أول اختباراته في تقاسم المقاعد الوزارية).
وعنونت (السفير) المعارضة (عامل التوتير الذي برز في التكليف سيبرز مثله في التأليف) في إشارة إلى ترشيح 68 نائباً للسنيورة هم نواب الأكثرية ورفض 59 نائباً ترشيحه وهم نواب المعارضة.
وكتبت (الأخبار) المعارضة (صورة الانقسام الحاد في الاستشارات وضعت تأليف الحكومة الجديدة أمام مخاض صعب).
وتوقعت صحيفة (اللواء) الموالية أن يستغرق التأليف (أسبوعين أو ثلاثة في عملية الأخذ والرد حول توزيع الحصص طائفياً ومذهبياً فضلاً عن الحقائب السيادية والخدماتية).
أما صحيفة (الأنوار) المستقلة فكتبت في افتتاحيتها أن الحكومة (مرشحة لأن تشهد انتقال المتاريس إلى طاولة مجلس الوزراء).
وأضافت (المعارضة تبدو أمام واحد من خيارين: إما عرقلة التأليف لدفع السنيورة إلى الاعتذار (اعتذاره غير مضمون: لا مهل في الدستور للتأليف ولا صلاحيات لسحب التكليف) وإما تحسين الشروط) من جهة أخرى أعادت المطاعم فتح أبوابها وانتعشت حجوزات الفنادق وحل السياح محل المسلحين في شوارع بيروت.
وقال نزار علوف أحد أعضاء نقابة أصحاب الفنادق في لبنان: (أحدث الاتفاق تأثيراً ممتازاً. لدينا سيل من الحجوزات ونتوقع موسماً جيداً جداً).
واستغرق تنصيب رئيس جديد وتشكيل حكومة شهوراً من المفاوضات المضنية تخللتها نوبات من العنف تخوف الكثيرون من أن توقد شرارة حرب أهلية لكن استرداد لبنان مكانته كمقصد سياحي من الطراز الأول جرى في زمن قياسي.
وفي موضع نصبت فيه المعارضة مدينة خيام على مساحة واسعة أصابت وسط بيروت بالشلل وحولته إلى مدينة أشباح يعلو الآن صخب المطاعم وتنظم الحفلات الغنائية في الهواء الطلق ويعود الاختناق المروري إلى سالف عهده.
وتتردد على ألسنة جموع اللبنانيين والسياح الذين تعج بهم مقاهي الأرصفة على الطراز الباريسي تعليقات تشير إلى عودة الحياة لمجاريها.
وقال وزير السياحة جوزيف سركيس: إنه يتوقع ما بين 1.3 مليون و1.6 مليون زائر إلى لبنان هذا العام مقارنة مع نحو مليون في عامي 2007 و2006م اللذين شهدا أحداث عنف تمثلت في اغتيالات سياسية وتفجيرات وحرب مع إسرائيل.