تسعى كثير من المؤسسات والجمعيات الخيرية إلى تقديم الكثير من البرامج والمشروعات التي تسهم في تنمية المجتمعات المحلية وتوفير فرص الكسب لأفراد هذه المجتمعات، ومن هنا يبذل القائمون عليها جهوداً كبيرة في محاولة التعرف على احتياجات هؤلاء الأفراد من خلال الوقوف على المجتمع ودراسته ووضع خطط مدروسة علمية وعملية، سعياً لتحقيق الأهداف الكبيرة التي تسعى إليها هذه المؤسسات.
وهنا أريد أن أتحدث عن مؤسسة الملك خالد -رحمه الله- الخيرية التي تقوم بجهود مشكورة في هذا الجانب وتسعى إلى نقل القطاع الخيري إلى المهنية والاحتراف، حيث تقدم العديد من البرامج والأنشطة المتنوعة التي تخدم أبناء الأسر الفقيرة والمحتاجة من أفراد المجتمع السعودي، بالإضافة إلى وضع خطط تطويرية حديثة بعيداً عن العشوائية والاجتهاد الفردي في العمل التطوعي الخيري.
إن من أبرز جهود مؤسسة الملك خالد -رحمه الله- الخيرية عقدها لقاءات علمية وندوات متخصصة ومنها البرنامج التدريبي تحت عنوان (بناء القدرات الوطنية في مجال تنمية المجتمعات المحلية)، وذلك بالتعاون مع (الإسكوا). ويشارك في هذا البرنامج ما يزيد عن عشرين مشاركاً يمثلون رؤساء ومسؤولي بعض الإدارات الحكومية ذات العلاقة، بالإضافة إلى بعض مسؤولي ومديري برامج خدمة المجتمع في القطاع الخاص، مما سيعود بالنفع والفائدة على المشاركين وعلى أفراد المجتمع المحلي لاحقاً. وتتناول هذه الدورة -حسب اطلاعي- العديد من القضايا المتعلقة بتنمية المجتمعات المحلية من حيث المفهوم والمشكلات التي تعترض آليات وسبل تنمية المجتمعات المحلية، بالإضافة إلى أهداف ومبادئ تنمية المجتمع المحلي، ومراحل ومجالات التنمية، والتخطيط لتنمية المجتمع المحلي ومراحله، وتشخيص احتياجات وإمكانات المجتمع المحلي، والتنمية بمشاركة المجتمع المحلي.
إن قيام مؤسسة الملك خالد -رحمه الله- بهذه الجهود ينطلق من إيمانها الراسخ بأهمية هذه اللقاءات وفوائدها لمسؤولي التنمية الاجتماعية في قطاعات وطننا الغالي سواء الحكومية أو القطاع الخاص. ولعلي -هنا- أقدم مقترحاً لتفعيل مثل هذه اللقاءات وذلك بضرورة العناية بتقديم التجارب العالمية والعربية في جانب التنمية المحلية، وذلك من أجل الاستفادة منها في الاطلاع على الوسائل والأساليب العلمية التي تفيد في هذا الموضوع، بالإضافة إلى تعميم هذه الندوة في مختلف مناطق المملكة، ليستفيد منها أكبر عدد ممكن من المهتمين بالعمل الخيري.
وأخيراً، تحية شكر وتقدير لمسؤولي مؤسسة الملك خالد الخيرية على جهودهم الواضحة والملموسة في دفع عجلة العمل الخيري من خلال نظرتهم إلى العمل الخيري نظرة شمولية، وحرصهم على تقديم هذا الموضوع في إطار علمي وخطوات مدروسة وبناءة، لتوضع في متناول جميع الجهات والمؤسسات الخيرية داخل المملكة.
alelayan@yahoo.com