إلى من سمت نفسها للقاء أبديّ وطمحت من دنياها بالفراديس، وعزاؤنا أننا نرى الأرض تبقى ومثلها يبقى أيضاً.. هديل محمد الحضيف.
تبكي عليك مدوّنة.. لابل قلوبٌ مؤمنه
ألهمتِ فيها كيف تبقى بالهوى متيقنه
كانت تراتيل السطور على بكور الأزمنه
توحي بما هو في انتظارك من شموخ الأمكنه
لكنه العمرُ المديدُ.. رجاؤنا بالألسنه
والله يفعل ما يريد بحكمةٍ متمكنه
أهديلُ كيف تأوّهات الحرف فينا مزمنه
أهديلُ هل وجع الكتابة منتهاه المسكنه
أهديلُ ماذا بعد روحك نقتفي في السلطنه
أهديلُ من يستعمر الإحساس.. يأسر موطنه
صفحاتك الخضراء تنبض.. لا تزال ملونه
تجلو الضمائر.. إن في بوح (الترسّل) هيمنه
تهفو النفوس وليس تدرك غير صوتك مئذنه
حكتِ الحمامة كنتِ أنتِ وبالهديل معنونه
صدعتْ بما صدحتْ وكانتْ بالتناحي مثخنه
عتباتكِ نحو السماء ترسمتْ لك ميمنه
ورحلتِ في صمت.. وحتى.. ترحمين.. مُكفنه
ألهمْ ذويها الصبر يا ربّ القلوبِ الموقنه
يا مطمئنة فارجعي مرضيّة متبيّنه
في لوحِكَ المحفوظِ يا ربّ الجنان مدوّنه
هشام بن عبدالعزيز بن هليّل - الدلم