لفت نظري المعرض الذي أقامته الإدارة العامة للتعليم بالرياض قبل أيام لطلبة المرحلة الثانوية من الموهوبين في الفن التشكيلي، وكان الهدف منه متابعة هؤلاء في مرحلة لم يعد فيها مجال للتربية الفنية بعد تخرجهم من المرحلة المتوسطة التي كانوا يتلقون فيها هذه المادة و يمارسون من خلالها مواهبهم وكانت سبباً في اكتشاف قدراتهم الإبداعية.

هذا الاهتمام والمتابعة لهؤلاء المبدعين من قبل إدارات التعليم على مستوى مناطق الوطن وفي مقدمتها الإدارة العامة للتعليم بالرياض يُعد خطوة رائدة ودعماً يشكرون عليه للأخذ بهذه الفئة المتميزة في مجال الفنون التشكيلية من خلال مثل هذا المعرض وغيره من المعارض التي تناسب أعمارهم، هذا التوجه من إدارات التعليم يدفعني للتساؤل عن مدى تعاونها مع الجهات الأخرى التي تشكل مرحلة مهمة في دعم وتشجيع هؤلاء ومنها وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشئون الثقافية التي تحرص على تنوع المعارض وتمنح كل الفئات الفرص إضافة إلى الرئاسة العامة لرعاية الشباب إدارة النشاطات الثقافية التي تُعنى بالشباب والتي تمثلها هذه الفئة خصوصاً إذا كانت ممتلكة للموهبة ومدعمة بالتوجيه عبر دورات مكثفة في هذا الجانب يقوم عليها مختصون في الفنون التشكيلية.

الجانب الآخر الذي تبادر إلى ذهني عند متابعتي لهذه الخطوة يتعلق بأقسام التربية الفنية بجامعاتنا حول متابعتهم للخريجين المتميزين وقد يكون معرض الفكرة الواحدة لحملة درجة الماجستير الذي سيُقام الأسبوع القادم في مركز الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية بدعم من جمعية الثقافة والفنون الذي تولى تقديمه والإشراف عليه الدكتور محمد الرصيص، يمكن أن يكون منطلقاً لأفكار أخرى تهتم بالخريجين وتتابعهم وتدعمهم من خلال جسور تواصل بين تلك الأقسام والمؤسسات التشكيلية إضافة إلى ما تم من تأسيس النادي الفني التابع لعمادة شؤون الطلاب بكلية التربية ومقره قسم التربية الفنية، بإشراف مباشر من رئيس قسم التربية الفنية د. سالم العيد.. وهي أيضاً خطوة تُثمَّن للقسم لتكون بمثابة الملتقى للخريجين لتوثيق علاقتهم بقسمهم الذي نهلوا منه علوم فنونهم.

هذه جميعها أمور محمودة.. لكن الأمر يتعلق بكيفية إيصال هؤلاء إلى خطوات أكبر ومساحة أوسع في الساحة التشكيلية.

أختم القول إن وكالة الشئون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام ومن خلال معرفتي القريبة جداً من اهتمامات الدكتور عبد العزيز السبيل صديق المبدعين الذي لا يألو جهداً في استقطاب كل الفئات الإبداعية ومنهم التشكيليون الشباب ولن يكون سراً أن أقول ما أعرفه عن نية الوكالة إقامة معرض للشباب سيعلن عنه في قادم الأيام.