كنا دائماً نردد (الجبل ما تهزه ريح ولن تهزه رياح) وهو ما أثبته الجبلين النادي وليس الجبلين الفريق الذي ظل يقاوم ليس الرياح فحسب بل حتى الأعاصير التي مرت عليه فيما مضى والتي لو مرت على أي نادٍ آخر غير الجبلين لذهب إلى عالم النسيان كما هو حال الكوكب والنهضة والعربي والنجمة.
أقول كنا, أما الآن فإن الجبلين أصبحت تذروه الرياح وهذه الرياح للأسف ليست سوى رياح المحبين نعم رياح وأعاصير محبي الجبلين وأبنائه الذين غلب عليهم الهيام بناديهم والحماس له وحبه حب أعمى.
فالجبلين يا سادة منذ أن غادر رئاسته الرئيس الفذ سعود الطرجم الذي حاول أن يربط بين مرحلتين.. مرحلة الجبلين العملاق الذي عرفه وشجعه بطلاً والجبلين الحديث الذي يريده أبو طلال ليكون امتدادا للجبلين البطل. أقول منذ أن غادر أبو طلال (بالطبع مأسوفاً عليه) سادت بالنادي مجموعة حماسيه يطغى على عملهم النزعة الحماسية فقط دون الالتفات للنواحي التنظيمية والضوابط التي تكفل وتحفظ العمل ليكون امتداداً لبعضه وليكون العمل تراكمياً تزداد قيمته بقدر كل مجهود مبذول أياً كان هذا المجهود وممن.
فطغى الحماس وأصبح هو المتحكم فإن خسر الفريق فالحكم هو السبب وإن احتج أحد على الجبلين لخطأ قانوني وقبل احتجاجه فاللجنة متجنية ومنحازة فزاد الحماس عن حده وطغى وأصبح سمة ومستند العمل حتى أصبح هؤلاء الحماسيون يريدون أن تكون النتائج الأخرى وفقاً لحساباتهم وإلا (فإن فيها إن).
يا سادة إن انتهاج مبدأ الغاية تبرر الوسيلة ممكن أن يكون مقبولاً في كل مجال إلا بالرياضة فالرياضة فروسية وشهامة وسمو أخلاق إلى درجة أن يطالب عامة الناس بتعاملاتهم بأن تكون روحهم رياضية بتقبلهم لما يواجهونه من أمر واقع.
يا سادة: الحماس والإخلاص يجب أن لا يطغى على الواقعية والتنظيم والتخطيط والتنسيق وتكامل المجهودات حتى تصل إلى مبتغاك وتكون النتائج مرضية وإن لم تكن مرضية فعلى الأقل لن تكون كوارثية تدمرية.
يا سادة: الحماس قد يدفع بك إلى معظم مراحل الإنجاز لكنه لن يوصلك إلى النتيجة التي تريدها فتسقط أمام الواقعي المنظم المستند على عمله وهو ما حصل للجبلين مراراً مثل عجزه عن حسم الصعود أمام الخليج قبل عدة مواسم رغم أن الجبلين كان وقتها بفرصتين كما أن الحماس هو ما عصف بالجبلين بعد خسارته أمام الرائد بعد أن فقد فرصة المنافسة على الصعود والأحداث الشهيرة والحماس والتدليس وهو ما عصف بالجبلين أخيراً للدرجة الثانية فهل يتدارك الجبلاويون الوضع بنبذ الحماس والاعتماد على العمل المنظم..؟ (أشك).
على فكرة
عودة الرائد من الثانية إلى الأولى ومن ثم صعوده للممتاز حالة نادرة ولم تكن مصادفة بقدر ما هي نتيجة عمل دؤوب أساسه قبول الأمر الواقع وتنظيم العمل فسقط أمام الرائد كل الحماسيين والدليل أن الموسم الماضي هبط فريقا الشعلة والنهضة ولم يستطيعا العودة.
رئيس سابق لنادي الجبلين
alafnan-kf06-5333888@hotmail.com