لم أشأ أن أسبق الزيارة الملكية بأن أكتب عنها بما أعتقد أنه يليق بها ويرتقي إلى مستوى أهميتها، ولا أن أرافقها وأصاحبها وأتتبع خطواتها لحظة بلحظة وخطوة بخطوة، وصفاً وتحليلاً ووجهة نظر مثلما بدا لي صواب ذلك في أول الأمر.
***
فقد رغبت وفضلت أولاً أن أقرأ هذه الأهمية لزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز إلى المنطقة الشرقية من خلال مشاعر الناس، وأصداء الزيارة بين شرائح كبيرة في المجتمع، من العيون التي بهرها تواضع الملك عبدالله بن عبدالعزيز، والألسنة التي استنطق الحدث الكبير معدنها الأصيل بكلمات غنية ومفعمة بالحب والولاء والإعجاب الذي ليس له حدود.
***
ولم أشعر بالندم لأن كلاماً كان عليّ أن أكتبه عن عبدالله بن عبدالعزيز مبكراً قد تأخر عن وقته وزمانه ولحظاته المورقة بكل جميل، بينما كان شلال الفرح يرسل أنغاماً وأصواتاً وألواناً من الحب للملك الباني الذي يقود مسيرة الوطن نحو ما يعلي مكانها ومكانتها بصمت كان ممزوجاً بعمل هائل وكبير لا يقوم به ولا يقدم عليه إلا من اصطفى حب الوطن وحب المواطنين إلى جانبه كأعز ما يفاخر به في حياته.
***
لقد تابعت كغيري مسيرة العطاء خلال الأيام الماضية وتجولت بين إنجازاتها، مستمعاً ومراقباً ومشاهداً، فأسعدني أن يسبق الزيارة الملكية الميمونة إلى منطقة الذهب كل هذا الحجم من المشاريع الصناعية والتعليمية بانتظار أن يضع المليك حجر الأساس لإنجازها، وأن تكون هذه الأيام مزدهرة بما تمنيناه، وأن تكون الزيارة شاهداً على إصرار القيادة على بلوغ المملكة أعلى الدرجات في سلم الرقي والتطور والنمو والازدهار.
***
كان فرح الناس في المنطقة الشرقية وباقي مناطق المملكة أكبر وأعمق وأكثر تأثيراً من أن تعبر عنه بضع كلمات، أو أن تنقله إلى العالم صورة من هنا أو أخرى من هناك، فيما كانت المؤسسات التعليمية والقطاعات الصناعية تتنافس من خلال الواقع لا من خلال الورق أمام المليك وبحضوره البهي على أي منها كان لها السبق على الأخرى في حجم الإنجازات وخطوات التنفيذ ودقة العمل بدعم ومساندة ومتابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
***
وإذ يكتب كل منا بقدر ما ألهمه فكره، وساعده قلمه، وحركه فرحه الغامر بهذه الإنجازات، إنما يكتب عن مشاهد وشواهد وعلامات لها من الأهمية والدلالة ما لها من حيث البعد الإنساني والوطني في كل مشارب الحياة واحتياجات المواطنين، لنكون بذلك ممن يحسن التعامل مع كل حدث جميل، ويتعامل معه بكثير من الشكر والتقدير كما يتعامل كل الأصحاء والعقلاء مع أي إنجاز جديد يضاف إلى ما هو قائم من مشروعات.
- يتبع -