طغى حفل اعتزال ماجد عبدالله على أحاديث المثقفين والمثقفات.. الكل يتأمل جهده وتاريخ عطائه الذي ينتهي بحفل (المتقاعدين) وأحياناً (المتقاعدات)
و(قطة) من عشرة ريالات حتى توفر الدائرة الحكومية ثمن كيكة الحفل.. وسلة الورد التي يمرها طابور المتقاعدين وكأنهم يتخرجون من الدنيا ويودعونها..!
** الأكيد أن موظفي أرامكو لا يشعرون بتلك الغيرة الشديدة لأن مكافأة نهاية الخدمة في تلك المؤسسة العملاقة قادرة على امتصاص لوعة الجهد وركض السنين!
** اعتزل لاعبون كثيرون..
لكن اعتزال ماجد عبدالله.. الذي جاء متأخراً عشر سنوات يدلل على إصرار وإيمان واقتناع راسخ بحق اللاعب في التكريم..
(ماجد عبدالله) قيمة مرحلية في حياة جيل المثقفين والمثقفات الذين يلتفتون الآن إلى الوراء لينظروا إلى عطائهم خلال خمسة وعشرين عاماً مضت أو ثلاثين أو حتى أربعين.. ويجدونه مشواراً مليئاً بالحرث والزرع النابت.. لكنهم لا يجدون توديعاً لائقاً بعطائهم.. لا يجدون تكريماً يغسل عنهم حزن الفراق لمرحلة هامة في حياتهم..
** لا تستغرب وأنت تجد أحدهم يقف في طابور طويل ليصرف راتبه التقاعدي..
يستكثر (البنك) الذي يستحوذ على ميزة نزول رواتبهم في حسابه كل شهر بصورة إلزامية لا خيار للمتقاعد فيها.. (يستكثر) عليهم إيجاد صالة خاصة بهم يجلسون فيها ويعاملون مثلما يعامل (كبار العملاء)..
وهم (كبار) في خدمتهم لوطنهم.. وكبار في سنهم فمن المؤلم أن ترى رجلاً مسناً ومتعباً يقف في طابور عند الشباك؛ لأن رصيده البنكي لا يؤهله لخدمة متميزة!
** العلماء والباحثون يصرفون كثيراً من أموالهم على توفير الكتب والمراجع ومتابعة الجديد والسفر إلى أرقى الجامعات والمشاركة على حسابهم في المؤتمرات العلمية لكسب الخبرات.. وهم عادة من ذوي الأرصدة (المستورة) لذا فالطابور ينتظرهم..!!
** أنا في رأيي (ماجد) يستحق.. فقد ابتهجنا بما منحه من انتصارات لمنتخبنا الوطني وقد قطع للسعودية تذاكر سفر إلى كأس العالم، وقد أهدانا الكثير من الفرح في أيامنا الخوالي.. وهو نجم (شعبي)..
غيرة المثقفين والمثقفات وأساتذة الجامعات والأطباء والطبيبات والباحثين والباحثات..
ليست غيرة حسد.. إنها ولا شك غيرة غبطة..
** لقد أدخلنا حفل اعتزال ماجد في نقاشات ضاحكة ومرحة.. ومقارنات ساخرة.. بين أسماء في الذاكرة ودَّعت العمل دون أن يقول لها أحد.. حتى (مع السلامة)!!!
Fatemh2007@hotmail.com