تأملت ما ورد في تقرير مختصر عن هذه المؤسسة الرائدة في مجال العمل الخيري، فوجدت عملاً متقناً متطوِّراً، يستحق الإشادة، والنشر على نطاق واسع حتى يفتح آفاق العمل الخيري المنظَّم أمام المؤسسات والجمعيات الخيرية داخل المملكة وخارجها.
تقرير يؤكد أن مؤسسة (سليمان الراجحي) الخيرية تحمل مسؤولية نقل القطاع الخيري إلى المهنية والاحتراف، ولذلك حرصت على وضع خطط تطويرية حديثة تنهي عصر الاجتهاد الفردي، والعمل العشوائي في المجال الخيري.
لقد انطلقت هذه المؤسسة المباركة في هذا المجال المهم وهي تعلم أن العمل الخيري في المملكة العربية السعودية يكتسب أهمية كبرى، لما تتميز به هذه البلاد من الاتساع والمساحات الشاسعة، والتركيبة السكانية الكبيرة كماً ونوعاً، مع وجود المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية الضخمة التي مرَّت بها المملكة، وتمرُّ بها الآن ابتداءً من حقبة العمل الخيري الفردي الذي سبق تأسيس الجمعيات الخيرية بسنوات، ومروراً بالعقبات التي اعترضت النشاط الخيري السعودي المحلي والعالمي، ووصولاً إلى هذه المرحلة الزمنية التي أصبح فيها العمل الخيري في المملكة محطَّ أنظار العالم، ومركز اهتمام الدول الكبرى - خاصة أمريكا - بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر.
لقد نظرت مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية إلى العمل الخيري نظرة شمولية وتأكد لها أنه من الضرورة بمكان أن يعاد النظر في آليات وخطط دعم وتوجيه الجمعيات الخيرية المحلية، والعمل الجاد على إيجاد رؤية واضحة لجهودها، وضبط أعمالها بصورة مدروسة تضمن لها الاستمرار والتطور، وتحول دون عرقلة الجهود الخيرية من قبل المثبَّطين، والمشككين في سلامة عمل الجمعيات الخيرية.
إن التقرير المختصر عن هذه المؤسسة المباركة يؤكد حرصها إحداث نقلة تطويرية في مجالات العمل الخيري، سعياً إلى إيجاد بيئة عمل خيري أكثر قوة وصموداً من ذي قبل.
إنها تحديات كبيرة تواجه العمل الخيري في بلادنا، ولا بد من رسم خطط سليمة لمواجهة تلك التحديات، وقد أحسنت مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية الإحسان كلَّه حينما اتجهت إلى عقد لقاءات و(ورش عمل) متعددة، كان من أولها ورشة عمل عقدت في مدينة الرياض لإطلاق برنامج منظَّم لتهيئة الجهات الخيرية التي تحصل على الدعم المادي للقيام بدورها الفعَّال بدقة ونظام، وسهولةٍ ويسْر، وقد عقدت المؤسسة اتفاقية بلغتْ تكاليفها مليون ريال سعودي مع الهيئة السعودية للمحاسبين القانونيين، لإعداد معايير محاسبة دقيقة للجهات والجمعيات والمؤسسات الخيرية التي لا تهدف إلى الربح، وهي معايير محاسبية مهمة سيكون لها دور كبير في جعل الدعم المادي أكثر فاعلية وتميزاً، ودقةً تبعده عن الارتجال.
ومن حق هذه المؤسسة أن نوجِّه لها الشكر الجزيل على هذه الخطوات المدروسة، وأن نشيد بهذه الخطوات التي ستضع تجربتها الرائدة في متناول جميع الجهات والمؤسسات الخيرية داخل المملكة وخارجها، وأن ندعو لصاحبها الشيخ سليمان وجميع العاملين فيها بالتوفيق والإخلاص والأجر الوفير.
إشارة
(إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه).