مكتب «الجزيرة» - القدس - من رندة أحمد
قالت مصادر صحافية إسرائيلية: (إن شعبة الاستخبارات بالجيش الإسرائيلي رأت منذ البداية أن ثمة احتمال ضئيل للتوصل إلى اتفاق سلام إسرائيلي- سوري خلال أشهر).
وترى شعبة الاستخبارات طبقاً لصحيفة معاريف العبرية أن (احتمال التوصل لاتفاق ضئيل في هذه المرحلة لأن سورية مهتمة بأن ترعى الولايات المتحدة المحادثات).
يأتي ذلك في وقت أجمع فيه عدد من المحللين العسكريين الإسرائيليين على أن المؤسسة الأمنية و العسكرية هي التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي، أيهود أولمرت نحو مفاوضات سورية ؛ لكن شعبة الاستخبارات الإسرائيلية ذكرت في تقديراتها أنه (على عكس التوقعات السورية فإن الإدارة الأمريكية الحالية، وعلى رأسها الرئيس (جورج بوش) ونائبه (ديك تشيني) ووزيرة الخارجية (كوندوليزا رايس)، ليس لديهم نية بالمشاركة في المفاوضات الإسرائيلية - السورية لأن الإدارة الأمريكية غاضبة على سورية بسبب دورها السلبي في حرب العراق، وتخشى الإدارة الأمريكية من أن يأتي المسار الإسرائيلي - السوري على حساب المسار الفلسطيني).
هذا و يعتقد المسئولون في شعبة الاستخبارات الإسرائيلية أن (سورية نفسها تعلم أن الإدارة الأمريكية الحالية مؤيدة في شكل كبير للغاية لإسرائيل، لذلك فإن القيادة السورية تفضل الانتظار حتى مارس - آذار المقبل حتى تستقر إدارة أمريكية جديدة بعد الانتخابات الرئاسية نهاية العام الحالي).
ورغم تقديرات شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية بخصوص احتمالات التوصل لاتفاق سلام مع سورية، فإن قيادة الجيش الإسرائيلي وعلى رأسه رئيس أركانه، (غابي أشكنازي)، يؤيدون بصورة جارفة إجراء مفاوضات (لأن من شأن هذه المفاوضات أن تخفف التوتر عند الحدود بين الجانبين وبين إسرائيل ولبنان).
وسبق أن قالت مصادر إسرائيلية مسئولة: إن تبلور فكرة إطلاق المفاوضات الإسرائيلية غير المباشرة مع سوريا، جاءت على قناعة من القيادات السياسية في إسرائيل بأن احتمالية التوصل إلى اتفاق على المسار السوري تتفوق على احتمالات الاتفاق على المسار الفلسطيني، فيما شكك محللون سياسيون بقدرة أولمرت على التحرك الفعلي، خاصة وأن استطلاعات الرأي أشارت إلى أن غالبية الإسرائيليين يعارضون انسحاباً من هضبة الجولان السورية المحتلة.