بيروت - أ. ف. ب
اعتبر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أن انتخاب الرئيس اللبناني ميشال سليمان أمس الأحد يجسد خروج لبنان من أزمة خطيرة هددت كيانه، مؤكداً أن حلها الذي أنجز على أرض بلاده، تم بطريقة تختلف عن حلول الأزمات السابقة.
وهنأ في كلمة ألقاها في البرلمان اللبناني سليمان بانتخابه في مرحلة وصفها بأنها (الأدق والأخطر) في تاريخ لبنان.
وقال (لقد انتهت أزمة خطيرة كادت أن تهدد كيان لبنان رغم أنه شهد أزمات كثيرة. رجائي أن تكون الأزمة الأخيرة منعطفاً يباعد بين لبنان ومزالق الفتنة.
وفي إشارة إلى زيارة قام بها لمعقل حزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية بعد العدوان الإسرائيلي الذي استهدفها صيف عام 2006، لفت أمير قطر إلى أهمية المقاومة حينها مشدداً على ضرورة التحلي بالحكمة حالياً.
وقال (حضرت قبل عامين ورأيت شجاعة المقاومة عندما كانت المقاومة ضرورية. وأعود اليوم إلى لبنان لأرى شجاعة الحكمة عندما أصبحت الحكمة لازمة. لبنان كان عظيماً في مقاومته كما هو عظيم الآن في حكمته.
وقضية سلاح حزب الله من الأمور الخلافية بين اللبنانيين، وخصوصاً بعدما استخدمه في الداخل أخيراً رداً على قرارات حكومية اعتبر أنها تمس بأمنه.
وانتقد الشيخ حمد قاعدة الحلول السابقة للأزمات في لبنان أي قاعدة (لا غالب ولا مغلوب) باعتبارها (داعية للتوتر والإحساس بأن الفتنة قائمة حتى لو كانت نائمة).
وقال (هذه القاعدة تؤجل الخلافات ولا تنهيها، تزيح المشاكل ولا تحلها).
وأكد أن اتفاق الدوحة الذي سمح للبنان بانتخاب رئيس للجمهورية بعد فراغ في هذا المنصب منذ تشرين الثاني - نوفمبر الماضي (لا بد أن يشكل خروجاً على القاعدة).
وأضاف (عند الخطر أصبح علينا أن نتصرف بجسارة على أساس أن هذه الأزمة الأخيرة انتهت بغالب ومغلوب، الغالب هو لبنان والمغلوب هو الفتنة).
ورأى أن القادة اللبنانيين أدركوا (أن لا ميثاق بينهم وبين شعبهم غير التوافق على أمنه، ولا بديل غير التراضي على ما يطمئن الشعب اللبناني إلى هذا الأمن كي يطمئن الجميع إلى عيشهم المشترك وسلمهم الأهلي ويطمئنوا بقية الأمة العربية أن واحداً من أعز أوطانها مصون).