ما انتظره اللبنانيون خاصة والعرب عامة يتحقق اليوم، فالعرس الذي سيشهده قصر بعبدا بعد عصر اليوم هو بحق عرس عربي، لأن كل عربي كان ينتظر أن يتسامى اللبنانيون على جراحهم وينهضوا من جديد، فلبنان هو المرآة التي تعكس التطور والسمو الحضاري للمنطقة العربية؛ إذ إن نجاح التجربة اللبنانية هو نجاح لفلسفة التعدد والتنوع الطائفي والديني والعنصري، وإجهاض هذه التجربة التي تواصلت قرابة القرن إجهاض للتعايش والسلم الاجتماعي الذي كان لبنان البوتقة التي صُهرت فيها كل القيم لتقدم هذه التجربة التي بنيت على احترام الآخر وتعايش البشر بمختلف انتماءاتهم الدينية والطائفية والقومية.

كما أن الوصول إلى النتيجة المرضية التي أسعدت كل اللبنانيين ومحبي لبنان هو نجاح لكل العرب، فقد وفقت الجامعة العربية من خلال نجاح اللجنة الوزارية وحكمة المسؤولين القطريين وتهيئتهم الأجواء الإيجابية في تحقيق حل يجسد المصلحة العربية أولاً، وقبل ذلك مصلحة لبنان، لبنان الوطن.. ولبنان الإنسان.. ولبنان الحضارة والتعدد.

والأهم في نجاح الجهد العربي هو إبعاد لبنان عن التدخلات الأجنبية سواء الإقليمية منها أو الدولية. وهذا النجاح مؤشر على قدرة العرب دولاً ومنظمات في حل قضاياهم والأزمات التي تعترض طريق مسيرة التنمية والمحافظة على الأمن والاستقرار وأن العرب قادرون على معالجة مشاكلهم دون تدخل الآخرين الذين لا يؤدي تدخلهم إلا إلى المزيد من المشكلات والفرقة بين أبناء الأمة الواحدة.

هنيئاً للبنان وللعرب جميعاً بما تحقق بفضل رجحان الحكمة وتغليب العقل الذي قطع الطريق على التدخلات التي أشعلها المتطرفون من خارج لبنان وخارج الوطن العربي.

***

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMSتبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244