يحترق قلب صاحب المشكلة حتى يوصلها للكاتب، يحترق قلب الكاتب حتى يوصلها إلى رئيس التحرير، يحترق قلب رئيس التحرير حتى يوصلها الجريدة، تحترق الجريدة حتى توصلها للموزع، يحترق قلب الموزع حتى يوصلها للبقال، يحترق قلب البقال حتى يوصلها للزبون، يحترق قلب الزبون حتى يوصلها إلى جماعته، يحترق (قلب) جماعته حتى يوصلونها للناس، تحترق قلوب الناس حتى يوصلونها إلى المجتمع، يحترق (قلب) المجتمع مع كل القلوب التي احترقت بسبب المشكلة، بينما يبقى قلب واحد لم يحترق ألا وهو قلب مسبب المشكلة!ّ |
|
لأن قلب مسبب المشكلة أيها الأخوة القراء من ثلج بينما قلوب الناس من خشب (!!). |
لذلك ليس على استعداد لأن يرى أو يسمع أو يتكلم لأنه بكل بساطة لا يهمه على الإطلاق ما قاله الشاعر ذو القلب النبيل: |
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً |
فالظلم ترجع عقباه إلى الندم |
تنام عينك والمظلوم منتبه |
يدعو عليك وعين الله لم تنمِ |
بل كل همه وغايته وبغيته وهدفه في الحياة أن يتشبت بكرسيه (المصون) حتى تتحول أخشابه إلى نعش يقفلونه عليه من المكتب إلى المقبرة إذ حينها يتحول فعلا وحقيقة إلى أعمى أصم أخرس لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم وحينها لا ينفع النداء على الإطلاق كما قال فارس العرب عمرو بن معديكرب: |
لقد أسمعت لو ناديت حياً |
ولكن لا حياة لمن تنادي |
ولو ناراً نفخت بها أضاءت |
ولكن أنت تنفخ في رماد |
مع أنه في حياته (المجيدة) -أي مسبب المشكلة- والذي غالباً ما يكون مسؤولاً لا يهمه احتراق الناس بدليل أنه لا يسمع النداء الذي يوجه إليه عبر صاحب المشكلة وعبر ضمير الناس وأخيراً عبر الجريدة لذلك يضع على أذنيه وكما يقول المثل: (وحدة طين ووحدة عجين) أما لماذا يفعل ذلك، فذلك يعود إلى الاحتمالات التالية: |
1- الاحتمال الأول: أن يكون صاحب المشكلة على حق وهو ظالم.. (والصمت إقرار). |
2- الاحتمال الثاني: أن صاحب المشكلة ظالم وهو على حق ولذلك يجبن من المواجهة لذلك فهو جبان. |
3- الاحتمال الثالث: أن يكون (مطنش) للمجتمع ولذلك ليس جديراً بخدمة المجتمع وهذا هو الاحتمال الخطأ. |
|