مليارات الريالات تبخّرت من مدّخرات مواطنين وقعوا ضحية الركض وراء سراب توظيف الأموال وأحلام الثراء السريع, حكايات كثيرة وموجعة عن أُسر فقدت حصيلة أعوام من التقتير، بسبب تأمين مستقبل الأبناء والبنات، لتفاجأ بأنّ جميع ما جمعته تحوَّل إلى جيب لص أو محتال!
توظيف الأموال ظاهرة اقتصادية برزت في جميع الدول التي تفتقد إلى قنوات استثمارية تستطيع مواكبة حجم السيولة والمدخرات في البلاد، ولذا فإنّ التاريخ الاقتصادي لدول المنطقة زاخر بعمليات احتيال ونصب، وقع ضحيتها الكثير من الأبرياء.
حبائل توظيف الأموال لا يمكن أن تصيد دون ضمان استمرار جهل المواطن بأساليبها، ولذا فإنّ حملة التوعية التي وجَّه بانطلاقتها سمو أمير منطقة الرياض يوم أمس، تأتي لمحاصرة هذا النزف الاقتصادي الذي يلقي بكاهله على الاقتصاد الوطني، لكننا بالمقابل يجب أن نكثف هذه التوعية لتصل إلى الجهات الحكومية، وخصوصاً تلك التي يمكن أن يستغل بعض المتحايلين أنظمتها، ليوهموا الناس بمصداقية ألاعيبهم، مثل التراخيص المبدئية التي كانت تستخدم من البعض فيما سبق، ومثل بعض المخاطبات التي يخاطب بها المحتال بعض الجهات، ليقدمها لضحاياه على أنّها وثائق مصداقية!
الوعي الكامل لجميع الأطراف، وتضافر الجهود الرسمية والشعبية والإعلامية، السبيل الوحيد لقطع دابر التحايل والتلاعب في أسواقنا، وحفظ حقوق المواطنين من الضياع والتلف بسبب الجهل والانخداع بالأحلام.
زخر التاريخ بعمليات نصب واحتيال في أكثر من بلد يقع ضحيتها الأبرياء.