واشنطن -ا ف ب -
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) توجيه تهمة التآمر والدعم المادي للإرهاب إلى معتقل سوداني في قاعدة غوانتانامو الأمريكية (كوبا). وجاء في قرار الاتهام أن نور عثمان محمد متهم بأنه كان مدرباً على استخدام الأسلحة ونائب قائد معسكر تدريب في أفغانستان بين 1996 و2000 حتى غلق المعسكر. ووجهت إليه أيضاً تهمة إرسال جهاز فاكس إلى أسامة بن لادن في معسكر تدريب آخر لتنظيم القاعدة، كما أفاد الاتهام.
وأوضح متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية أن نور عثمان محمد الذي أسر في آذار - مارس 2002 في باكستان، هو المعتقل السادس عشر في غوانتانامو الذي يوجّه إليه مدعون عامون عسكريون التهمة رسمياً.
لكن هذا الاتهام يحتاج إلى تصديق المسؤول في وزارة الدفاع عن المحاكم العسكرية الاستثنائية، قبل إحالة هذا المعتقل إلى القضاء العسكري.
من جانب آخر حذَّرت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) في بيان أمس الأول الجمعة من أن انتشار الملاذات الآمنة لتنظيم القاعدة في باكستان يثير (القلق) موضحة أن إسلام آباد قد تحتاج إلى بضع سنوات حتى تتمكن من تغيير هذا الوضع.وقال التقرير الذي قدّمته الوزارة إلى الكونغرس الأميركي إن باكستان عززت قواتها في المناطق الحدودية بثلاثين ألف جندي العام الماضي وبذلت جهوداً (حثيثة ومكلفة) للقضاء على مخابئ القاعدة.
وأضاف التقرير أن (ازدياد عدد الملاذات الآمنة في السنوات الأخيرة في المناطق القبلية التي تتمتع بإدارة ذاتية أمر يثير القلق على رغم هذه الجهود).
ولم يشر التقرير إلى التغير الظاهر في إستراتيجية الحكومة الباكستانية الجديدة التي تؤيد إجراء مفاوضات مع الناشطين في المنطقة القبلية. وكانت الحكومة وافقت بموجب اتفاق سلام تم التوصل إليه هذا الأسبوع مع ناشطين موالين لحركة طالبان في وادي سوات (حوالي تسعين كلم عن الحدود الأفغانية)، على سحب القوات تدريجياً مقابل وقف في الهجمات.
وينص الاتفاق الذي جاء بعد أشهر من أعمال العنف، خاصة على انسحاب تدريجي للجيش من وادي سوات وإمكان تطبيق قواعد الفقه الإسلامي في المنطقة مقابل إغلاق معسكرات تدريب الإسلاميين وهجماتهم التي تستهدف أساساً الجيش والشرطة.
وتحفظت الولايات المتحدة في حكمها على اتفاق السلام. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية شون ماكورماك رداً على سؤال (سوف نرى. نتحفظ بإعطاء حكمنا على هذه المسألة). وقال التقرير إن 700 باكستاني قتلوا في عمليات انتحارية منذ تموز - يوليو 2007م وأضاف أن (القاعدة ومتطرفين آخرين يتسمون بالعنف لا يزالون مختبئين في المناطق القبلية التي يستطيعون فيها تجنيد أشخاص وتدريبهم واستهداف المصالح الأمريكية والغربية عبر مؤامرات تستهدف أوروبا والوطن الأمريكي).وتابع التقرير أن المدارس الدينية تواصل الدعوة إلى الجهاد والشهادة وتؤمن عناصر محتملين لارتكاب أعمال عنف في أفغانستان.وأكد هذا التقرير أنه (على الرغم من شن هجمات ناجحة على معسكرات تدريب الإرهابيين في المناطق القبلية، نعتقد أن معسكرات أخرى لا تزال نشطة وأن الملاذات الآمنة قد ازدادت في السنوات الأخيرة).وكشف التقرير عن برنامج أميركي يمتد ست سنوات للمساعدة على تعزيز قدرة الجيش والقوى الأمنية الباكستانية على فرض الأمن على الحدود مع أفغانستان، لكنه حذّر من أن تطبيقه قد يستغرق سنوات.
وقالت وزارة الدفاع الأمريكية إن (الإستراتيجية الشاملة لباكستان الرامية إلى حمل المناطق القبلية النائية على رفض استضافة الإرهابيين والمتمردين والمتطرفين الآخرين، قد تستغرق بضع سنوات حتى تؤتي ثمارها).
وأوضح التقرير أن مدربي وحدة الحدود يفترض أن يقوموا بعملهم خلال السنة المالية الجارية والسنة المقبلة بتدريب وتجهيز حوالي 700 من عناصر الوحدة على الحدود.