الطير على أهبة الإقلاع وفي فمه من الجيف أشلاء...
يغالبني الحزن ما أردت له أن تخلو المساحة من طيب يتغداه...
حين أشارت لي ابتسام بتصفح منجز حديث مختصر وسريع ومعبر
صفقت فرحة بالطير قد امتدت جناحاه وطالتا الفضاء...
فالنفاذ من أقطار السماوات لا يكون إلا بسلطان...
كل معطيات العقل البشري نعمة من نعم الله وهاهي تَثرى وتُثري...
ذهبت بي ابتسام إلى شاشة صغيرة (اليو تيوب) لقطات لحيوانات مفترسة، مناظر طبيعية، محاضرات مفيدة، تراث غنائي وثقافي...لقاءات رؤساء دول..., ندوات ثقافية، معارض تشكيلية...
وتوقفت معها...عند وجه آخر...
لم يدع الإنسان منجزاته تفرح به...
فخدشه الدائم منهك للثقة مفرط في القسوة...
حتى الطفلة البريئة الزاحفة على بطنها لم تستو لها قدمان تحملانها بعد...
جعلوا من الحية الرقطاء تعبث بها...
حتى الأموات نبشوا قبورهم... وحتى البلغاء عثَّروا ألسنتهم...
وبدل أن يكون المنجز الحضاري للخير غدا وسيلة للشر...
وفي وقت كان فيه أجدى أن يحقق الفائدة وسعادة النفس ...
وقف حاجزا ناريا يحرقهما بسياط التعدي السافر على القيم والجمال...
لم يترك الأرض للخضرة والنسمة والماء...
بل ملأها بجيف هي زاد الطير في رحلة الهروب...
ليسْخَر الإنسان ويطيب له ضحكه ما شاء...
ولينتقم الإنسان وتطمئن فيه ضغينته ما تمادى...
وليعبث الإنسان وتعلو فيه سذاجته ما استمرأ...
وليكن الحارس على بوابة الفقد لكل جميل أمين تحلو به الحياة
خارج أطر هذه المنجزات في وجهها الباهت ما تمادى به جهله....