تحليل فني : عبد العزيز الشاهري (*)
أنهى المؤشر العام للسوق السعودية تعاملاته الأسبوع الماضي بنهاية تداول الأربعاء على مستوى 9672.62 نقطة متراجعاً 110.57 نقطة عن الأسبوع السابق له، حيث كان إغلاقه في الأسبوع قبل الماضي على 9783.19 نقطة وبقيمة تداول لم تتجاوز 34 ملياراً رغم أنها في الأسبوع قبل الماضي تجاوزت 37 ملياراً ونصف المليار، ويرجع هذا التراجع في مستوى السيولة إلى حيرة المتداولين وعزوفهم عن البقاء في السوق لأكثر أيام ممكنه، بل كان دخولهم دخول مضاربات قد لا تتجاوز يوماً أو يومين ترقباً لما يحدث في جمعية مصرف الإنماء، وانتظار ما ستصدره الهيئة من أخبار جديدة، وقد كانت أقل نقطة نزل إليها المؤشر خلال الأسبوع الماضي عند مستوى 9547، بينما كانت أعلى نقطة عند 9801. وقد كان مدى التذبذب بين القمة والقاع تساوي 254 نقطة تقريباً، ويعتبر على المدى الأسبوعي تذبذباً طبيعياً نوعاً ما وقد شهد السوق تبادل في الأدوار بين القطاعات المؤثرة كقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات مطلع الأسبوع وقطاع الطاقة والمرافق الخدمية يومي السبت والاثنين، وكقطاع الصناعات والبتروكيماوية الاثنين والثلاثاء وقطاع التشييد والبناء جميع الأيام عدا يوم السبت، والأسمنت الاثنين والثلاثاء والأربعاء، وتبادل الأدوار يعطي توازناً للسوق وللمؤشر، ويدل ذلك على بدء الاتزان فيهما.
أهم أحداث الأسبوع
- من أهم أحداث الأسبوع الماضي في السوق تأجيل جمعية مصرف الإنماء، وكان ذلك يوم السبت لعدم حضور النصاب القانوني لانعقادها، مما حدا بهم تحديد يوم الأربعاء في نفس الأسبوع وبأي عدد يحضر، وبالفعل تم انعقاد الجمعية بحضور 30.70%، ورغم انعقاد الجمعية يظل شبح مصرف الإنماء قائماً حتى إدراج سهمه، وقد يكون إعلان موعد الإدراج في السوق أكبر وقعاً من يوم تداوله الذي به قد ينتهي رعبها المسيطر على كثير من المتداولين.
- حدث آخر هو ما تم تنفيذه على سهم البلاد بسعر 107.5 بصفقات لا تعكس سعر السوق الحقيقي، حيث كان السهم يتداول بين 40.75 وبين 43، وبينما نفذت بعض الصفقات على 107.5 وقد تكون انتقلت ملكيتها من أفراد أو شركات إلى أفراد أو شركات أخرى، بطريقة خاصة، ولكن استوجب ذلك ظهورها في الكميات المتداولة، إلا أنها لاتؤثر على شارت السهم ولا على مؤشراته ولا تظهر عليه ولكنها تسببت في الكثير من التساؤلات والاستغرابات لكون السعر الذي تم التنفيذ عليه سعراً بعيداً جداً وتجاوز النسبة المسموح بها صعوداً للسهم، ويرجع أيضا سبب الاستغراب إلى كونها الأولى من نوعها، فقد تم تنفيذ صفقات مشابهة سابقاً على بعض الأسهم مثل الراجحي والكهرباء ولكن بفارق لم يتجاوز 10% وغالباً يكون أقل من السعر السوقي للسهم.
- حدث آخر بعد تداول الأربعاء مباشرة، وهو إعلان من هيئة السوق المالية بشأن فرض غرامات مالية على الشركات التي لم تلتزم بنشر قوائمها المالية السنوية للعام 2007 م خلال المهلة المحددة والشركات هي: (شركة إعمار المدينة الاقتصادية، شركة المتوسط والخليج للتأمين وإعادة التأمين التعاوني، مجموعة أنعام القابضة، شركة ملاذ للتأمين وإعادة التأمين التعاوني، شركة سند للتأمين وإعادة التأمين التعاوني، الشركة السعودية الفرنسية للتأمين التعاوني، شركة ساب تكافل، شركة الشرقية الزراعية)، وحيث إن هذا التأخير يُعد مخالفاً لنظام السوق المالية، قرر مجلس الهيئة فرض غرامة مالية مقدارها عشرة آلاف ريال على كل شركة من هذه الشركات. ومقدار الغرامة ليس له أثر سلبي مادي على الشركات، ويُفترض ألا تتأثر به وإن حدث تأثير فإنه يمثل استغلالاً لزعزعة نفوس مالكيها، وأنه جاء في وقت لا يتحمل فيه السوق أي خبر غير إيجابي.
جمعية مصرف الإنماء
لا شك أن الكثير يعي ما لإدارج هذه الشركة من أهمية كبرى سواء على السوق وما تضيف إليه من قوة على المدى البعيد، وعلى الشركات بشكل عام، وما تسببت فيها من قلة السيولة الشرائية المتدفقة إليها، وقد اتضح هذا منذ أكثر من أسبوعين، حينما تراجعت السيولة من عشرة مليارات إلى سبعة مليارات، بل تراجعت تحتها لأكثر من يوم، وكان سبب ذلك في المقام الأول انتظار انعقاد الجمعية وفي المقام الثاني والأهم خبر وقت تداول الشركة ضمن شركات السوق؛ والحقيقة التي لا بد من ذكرها هي أنه بإعلان موعد التداول سيشهد السوق بشكل عام شيئاً من العشوائية على مؤشراته ودعومه وأشكاله الفنية المتكونة، وقد يصاحب هذه العشوائية بيع وشراء؛ بيع تتراجع معه الكثير من الشركات وشراء تجميعي ينتظر إدراج الشركة في السوق تحسباً لتحسن مؤشرات المؤشر العام بعدها ووقوفه، عند مناطق قد يرتد منها ليشرع في بعض موجاته الصاعدة الفرعية، وهذا الشراء التجميعي على دفعات قد يخرج بمتوسط مناسب خاصة إن كان على الشركات القوية ذوات الربح الجيد والمكرر الربحي المنخفض وذوات النمو المستقبلي المنتظر المتزايد.
أهم الأحداث المنتظرة
في هذا الأسبوع عدّة أحداث منتظرة هي: اليوم السبت: فهناك إدراج وبدء تداول سهم الشركة السعودية لإعادة التأمين ( إعادة ) التعاونية ضمن قطاع التأمين، وأيضا طرح أسهم شركة الصناعات الأساسية الكيميائية للاكتتاب العام، وعدد الأسهم المطروحة 6.6 ملايين سهم (30%) بسعر30 ريالاً للسهم الواحد، تتضمن علاوة إصدار 20 ريالاً، إضافة إلى 10 ريالات قيمة اسمية.
ثانيها: إدراج وبدء تداول سهم مجموعة محمد المعجل ضمن قطاع التشييد والبناء يوم بعد غدٍ الاثنين الموافق 21 - 5 - 1429 هـ نقاط الدعم التي قد يرتكز عليها المؤشر على المستوى الأسبوعي وأولاها 9614 ثم تليها النقطة 9546 وهي نقطة مهمة بكسرها هبوطاً قد لا تكون هناك نقطة قوية إلا نقطة 9420، رغم أن هناك نقاط دعم قبلها، ولكنها ليس بقوة المذكورة، ثم تليها 9293 وهي النقطة التي قد لا يكسرها المؤشر خلال هذا الأسبوع بسهولة، وبكسرها قد يتكون لدينا قاع غير القاعين المذكورين أدناه.
أما نقاط المقاومة التي قد يلامسها المؤشر في حين صعوده، فأولاها النقطة 9731 ثم تليها النقطة 9800 وهي نقطة مهمة وقمة فرعية سابقة للأسبوع الماضي وثالثها النقطة 9926 وأخير 10050 ونقطة الارتكاز لهذا الأسبوع وهي التي تحدد الاتجاه، إما للمقاومات وإما للدعوم فهي النقطة 9673 وهي النقطة التي أغلق عليها المؤشر الأسبوع الماضي.
المؤشر العام فنياً
لم يتغير شيء على المؤشرات الفنية على المستوى الأسبوعي، فمعظمها لا يزال سلبياً ولم يعط أي إشارات أو انحناءات أو تقاطعات إيجابية، رغم أن الكثير منها قد يصل أواخر الأسبوع إلى مناطق ربما تكون فيها إشارة إلى قرب مناطق الشراء، إلا أنها لا تعتبر ولا يعتمد عليها ما لم تُرى عليها العلامات الإيجابية وأهمها وأصدقها الماكد، رغم أنه بطيء ويتأخر كثيراً عن باقي المؤشرات إلا أنه أصدقها، فتقاطعه يؤكد المسار الذي يسير فيه المؤشر، وهو حتى الآن لم يتقاطع تقاطعاً إيجابياً فهو عند قيمة 130 إلا ان تقاطعه ليس بعيداً، أما الاستوكآستك فهو على الأسبوعي يعطي قراءة صحيحة وسريعة، وهو الآخر ما زال في تقاطعه السلبي، كما هو في الشارت المرفق، وأما RSI فهو في وضع محايد فهو يقف عند قيمة 50 وحتى الآن لم يعط أي انحناء واضح إلى الأعلى منذ أكثر من أسبوعين، أما المتوسطات المتحركة فالمؤشر أغلق بين متوسط 21 أسبوعاً عند 9830 وبين متوسط 9 أسابيع عند 9620، فهو منذ أكثر من ستة أسابيع لم يستطع الإغلاق تحت متوسط 9 أسابيع، رغم أنه كسرها أكثر من مرة، ولكنه لم يغلق تحتها أما السيولة فهي تعتبر في قاعها فهل تحافظ عليه فوق 6000 أم تكسره إلى ما دونها وبنظرة سريعة حول القمم والقيعان المتكونة، نجد أن هناك عدة قمم وعدة قيعان أولى القمم كانت عند النقطة 11697 ثم تراجع المؤشر منها مكوناً قاعاً عند النقطة 8818 ليرتقي في موجة صاعدة مكوناً قمة عند 10210 وهي أقل من القمة السابقة، ثم تراجع ليبحث عن قاع إما تحت القاع السابق أو أعلى منه، فكان عند النقطة 8906، وبهذا لا بد من البحث عن قمة جديدة إما فوق القمة السابقة فتنتهي بها الموجة الهابطة أو دونها، وتظل الموجة الهابطة كما هي، ونلاحظ أن القمة كانت عند النقطة 10121 وكانت أقل من أقرب قمة، وبهذا لا بد من البحث عن قاع إما فوق أقرب قاع أو تحته، ونلاحظ أنه كون قاعاً عند النقطة 9241 وارتد منها ليبحث عن قمة، وحتى الآن لم تتكون قمة واضحة والأيام القادمة حتى تداول مصرف الإنماء تتضح الرؤيا في أن المؤشر لو كون قمة دون آخر قمة وتراجع وكون قاعاً فوق آخر قاع، ولم ينكسر هذا القاع قبل اليوم الأول للتداول الفعلي لبنك الإنماء، فهذا يدل على أن الموجة الهابطة الفرعية قد انتهت وسندخل في موجة فرعية صاعدة قد نتجاوز فيها القمم القريبة متجهين إلى القمة العليا 11697.
الخلاصة مما تقدم
هناك عدة إعلانات صدرت من الهيئة كلها على المدى البعيد إيجابية تعطي السوق متانة وقوة وعمقاً سواء أكانت الإعلانات تخص اكتتابات جديدة أم إدراج شركات أم عقوبات، وكذلك انعقاد جمعية مصرف الإنماء إلاّ أنه قد يكون له أثر مؤقت يلاحظ على تدني السيولة واستمرار المضاربات اليومية، وقد لا يستقر ذلك ما لم تذهب جميع المسببات وأهمها وأقواها خبر إدراج مصرف الإنماء، وهذا لا يعني الوقوف خارجاً حتى ذلك الوقت بل قد تتهيأ في هذه الأيام فرص استثمارية جيدة وخاصة في شركات العوائد وذوات الربح المنخفض والنمو المستقبلي الجيد.
نصائح متفرقة
- استفد من كل يوم يمر عليك من أيام التداول بتدوين ملاحظاتك حول السوق وشركاته لتخرج بنتيجة تستفيد منها في الظروف المشابهة لاحقاً.
- ابتعد عن العشوائية في اختيارك للشركات التي تريد الدخول فيها وابن قرارك بعد تأن ودراسة.
- لا تنشغل بالتداول عن الصلاة وبر الوالدين وصلة الرحم وأعمالك الرئيسة.
* محلل فني
alshahry55@hotmail.com