إسطنبول - أنقرة - الوكالات
تعتزم سوريا وإسرائيل مواصلة محادثات السلام غير المباشرة بينهما في إسطنبول، وذلك وفقما أفادت تقارير أمس الجمعة.
وذكر تقرير نشرته صحيفة (صباح) التركية أمس أن الموعد الجديد لمواصلة المحادثات سيكون الأسبوع المقبل.
من ناحية أخرى قال متحدث باسم وزارة الخارجية التركية في أنقرة إنه لم يتم بعد تحديد موعد للمحادثات، ولكنه أشار إلى أنها ستستكمل خلال (الشهر المقبل).
وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان قد أكد في وقت سابق أن مفاوضات السلام غير المباشرة التي جرت في الأيام الثلاثة الماضية في إسطنبول بين سوريا وإسرائيل برعاية تركيا كانت (مُرضية) للجانبين وستستمر بشكل دوري.
وقال الوزير التركي (إن الطرفين راضيان لأن المفاوضات التي جرت على مدى ثلاثة أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء في إسطنبول سمحت بإيجاد أرضية تفاهم مشتركة).
وأضاف أن (المحادثات ستتواصل دورياً).
وكانت سوريا وإسرائيل أعلنتا الأربعاء الماضي أنهما بدأتا مفاوضات غير مباشرة للسلام بوساطة تركية، تتعلق خصوصاً بانسحاب إسرائيلي من هضبة الجولان التي احتلتها الدولة العبرية في 1967م.
وصدر الإعلان الأول حول استئناف المفاوضات عن إسرائيل ثم أكدته دمشق وأنقرة.
وأكدت وزارة الخارجية التركية أن البلدين قررا مواصلة المحادثات (بتصميم واستمرارية للتوصل إلى سلام شامل).
ورفض باباجان التعليق على القضايا التي طرحها الجانبان مكتفياً بالقول إن (الفلسفة الأساسية للمفاوضات هي السلام مقابل الأرض والأرض مقابل السلام).
وأكد الوزير التركي أن مفاوضات مباشرة (يمكن أن تصبح ممكنة فقط عندما يتم التوصل إلى تقدم ملموس ومُرضٍ في هذه العملية). وأوضح أن المحادثات ستتواصل في إسطنبول طالما لم يطلب أي من الجانبين نقلها إلى مكان آخر.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الأربعاء بأن إسرائيل (مستعدة للذهاب بعيداً في التنازلات) للتوصل إلى اتفاق سلام مع سوريا.
ولم يحدد أولمرت طبيعة التنازلات التي أشار إليها، لكنه رحب بعودة إسرائيل وسوريا (للحديث عن السلام بدلاً من تبادل إطلاق النار بعد ثماني سنوات من الجمود).
وأضاف أن (المفاوضات ستستمر طويلاً، ولن تكون سهلة).
وقال الوزير التركي (سنفعل ما بوسعنا لإكمال هذه العملية بنجاح)، مشيراً إلى أن (الجانبين يؤكدان أهمية مشاركة تركيا حتى النهاية).
وإسرائيل وسوريا ما زالتا في حالة حرب منذ 1948م.
وأكدت وزارة الخارجية التركية في بيان أن أنقرة تقوم بوساطة بين الطرفين، مشيرة إلى أنهما (أعلنا أنهما سيجريان تلك المفاوضات في أجواء انفتاح وحسن نية) من أجل التوصل إلى سلام شامل طبقاً للإطار المحدد في مؤتمر مدريد الدولي للسلام.
وأوضح وزير الخارجية السوري وليد المعلم أن دمشق حصلت في مفاوضات غير مباشرة مع إسرائيل تتم عبر وساطة تركية، على التزام بانسحاب من الجولان (حتى خط الرابع من حزيران - يونيو 1967م).
وتوقفت مفاوضات السلام بين إسرائيل وسوريا التي جرت برعاية واشنطن في العام 2000 بعد أن بلغت طريقاً مسدوداً في موضوع هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981م.
وتطالب سوريا باستعادة الجولان كاملاً حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه العذبة الرئيسي بالنسبة إلى إسرائيل.
وجاء الإعلان رسمياً عن هذه المفاوضات غير المباشرة بعد نحو تسعة أشهر على غارة جوية إسرائيلية استهدفت في أيلول - سبتمبر 2007 موقعاً سورياً تؤكد مصادر أمريكية أنه كان يضم منشآت نووية.
كما جاء بعد زيارة قام بها الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى إسرائيل.
وقالت الإذاعة الإسرائيلية إن الرئيس الأمريكي أعطى موافقته على إجراء هذه المفاوضات.