استقرار الحياة الزوجية وسعادتها مطلب كل فرد على هذه البسيطة، إذ إنه باستقرار الأسرة وهناء عيشها يشعر الإنسان بالراحة والطمأنينة وينتج عن ذلك حصول المجتمع على لبنة صالحة بإذن الله تتاح لهذه الأسرة المستقرة، ويعتمد استقرار الأسرة ورغدها بعد توفيق الله عز وجل على تحمل كل من الزوجين أعباء المسؤوليات الملقاة على عاتقه والتغاضي عن كل ما يكدر صفو الوفاق والاتفاق بين أفراد الأسرة وخاصة الأب والأم الذين كلما عظمت المسؤوليات على أحدهما أو كليهما ازدادت الحاجة إلى الترابط والتفاهم القوي فيما بينهما حتى يجتازا ما يمر بهما من عقبات وحتى تتم تغطية الخلل الحاصل بتقصير أي منهما في مسؤولياته تجاه الآخر أو تجاه الأسرة جميعاً. من هنا أحببت أن أتكلم عن أسرة واحدة من أسر هذا المجتمع الطيب المبارك إنها أسرة المحتسب وأرسل رسالة إلى طرف واحد من هذه الأسرة رسالة إلى من يجد المحتسب الحنان والسرور عندها بعد يوم شاق من العمل أرسل رسالة إلى زوجة المحتسب تلك الزوجة التي تحرص على إسعاد زوجها والتخفيف من متاعبه على ما تعانيه هي من مشاق نتيجة ما يتحمله زوجها من مسؤوليات تجاه هذا المجتمع والتي ربما بسببها حصل بعض التقصير الغير مقصود تجاهها فاعلمي أخية أنك إن كنت عونا لزوجك فأنت إن شاء الله مشاركة له بالأجر كيف لا وأنت قد تنازلت عن كثير من حقوقك من أجل ما يقوم به زوجك من عمل، واعلمي أن مسؤولياتك كبيرة فربما ترك لك زوجك بعض المسؤوليات على الرغم من أنها من مسؤولياته لا هربا أو تنصلا منها ولكن تركها لأنه يعلم أن عنده من تعينه وتكفيه فاشتغل بغيرها من عظائم الأمور التي ينبغي العمل من أجلها لتسلم سفينة المجتمع بأسرها مع ركابها بما فيها أنت أيتها الزوجة الحنون، فكم من زوجة محتسب صارت مشاركة لزوجها في أجر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي في بيتها، وكم من زوجة محتسب جعلت زوجها سببا في نجاة عفيفة من أيدي الذئاب، وكم من زوجة محتسب جعلت زوجها سببا في القبض على مروجي المخدرات وأخرى كذلك جعلته سببا في هداية إنسان ضائع ومنحرف وكم من الجرائم حال المحتسبون دون حصول أصحابها على مرادهم كل ذلك العمل لا بد أن يكون له أثر على وقت الزوج ومسؤولياته مع أهله فالزوجة الصالحة هي التي تقدر ذلك وتضحي بكثير من حقوقها لعلمها أن زوجها عليه مهام وواجبات ينبغي التضحية من أجلها ومن ثم يترتب على هذه التضحية حصولها على الأجر ورضا الزوج. واعلمي أخية أنه وعلى الرغم من هذه التضحية فإن زوجك يحتاج أيضاً إلى من تحسن التعامل في الأمور كلها فتقوي عزيمته وتشد من أزره وتؤانسه وتجعل البيت واحة من واحات الأنس والسكينة ولك في أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها قدوة ومثالاً فها هي رضي الله عنها تقدم كل ما تملك لزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواسيه وتهدئ من روعه كما كانت عند نزول الوحي عليه أول مرة فرجع إليها ترجف بوادره فأخبرها بما حصل له وقال (قد خشيت على نفسي) فثبتته وقالت: ابشر كلا والله لا يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتصدق الحديث وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق) رواه البخاري ومسلم فكان جزاؤها ونظير ما قامت به ما روي في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن الله أمرني أن أبشر خديجة ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب) فالبشارة هذه لم تأتِ إلا بعد تضحية وتفانٍ في خدمة الرسالة وخدمة القائم على الرسالة صلوات ربي وسلامه عليه، ولكِ أخية بشارة بالجنة إن أنت بذلت وتحملت وصبرت وسعيت في رضا زوجك قال صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة).
رئيس مركز هيئة جبة - فرع حائل