Al Jazirah NewsPaper Friday  23/05/2008 G Issue 13021
الجمعة 18 جمادى الأول 1429   العدد  13021
رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمحافظة الزلفي ل (الرسالة): (1-2)
ينتزع الحياء إذا انعدم الخوف من الله وضعفت المراقبة

حاوره - محمد بن سليم اللحام

حذر فضيلة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في محافظة الزلفي الشيخ عبدالله بن أحمد بن محمد السلمان من خطورة نزع الحياء من النفوس، وقال: ينتزع الحياء من النفوس إذا انعدم الخوف من الله أو ضعفت مراقبته لله، وضعف جانب العبادة والالتزام بالشرع القويم، وضعف جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وترك الحبل على الغارب، وأيضاً إذا كثرت مقارفة المعاصي والتلذذ بها ممارسةً ومشاهدةً وسماعاً.

وأضاف في حواره الذي خصنا به أن معالجة النفوس المريضة تتطلب تقوية الإيمان والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وملازمة ومجالسة الأخيار والابتعاد عن مواطن الرذيلة وما يدعو إلى الفساد والانحلال، مع تطبيق شرع الله في كل صغيرة وكبيرة في جميع نواحي الحياة. هذا جانب من حوار ماتع مع فضيلته نترك قارئنا لمتابعته.

البطاقة الشخصية

* البطاقة الشخصية؟

- عبدالله بن أحمد بن محمد بن عبدالله السلمان، وأعمل رئيساً لهيئة محافظة الزلفي وأنا أخدم هذا الجهاز المبارك منذ سبعة عشر عاماً كلها - ولله الحمد والمنة - في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

أهمية الأمر

* هل من كلمة مختصرة عن أهمية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

- الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإشاعة الخير والفضيلة بين الناس ومحاربة الشر والرذيلة والفساد واستئصاله من المجتمع من أبرز سمات هذه الأمة المحمدية كما قال تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ...) الآية؛ لذا فإن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر القطب الأعظم في هذا الدين، والمهمة الكبرى للأنبياء والمرسلين والصالحين؛ لما يشتمل عليه من الفضل العظيم والخير العميم والفوائد والمصالح العاجلة والآجلة ولما يترتب على تركه من استشراء الباطل وانتشار الفساد وفساد البلاد والعباد وحلول العقوبات والنقم، وهو أمارة الإيمان وتركه علامة النفاق؛ إذ هو طوق النجاة ومن أفضل الأعمال وآكد الفرائض وأوجب الواجبات وألزم الحقوق. قال صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، وهو من أفضل الأعمال الصالحة وأجلها وأحبها إلى الله - سبحانه وتعالى - ولا قيام للدين والدنيا إلا به بل هو سبب لقيام الدولة الإسلامية، ومن أجل الدين والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تقام الدولة وتعمر الأرض وبه يأمن الناس على أعراضهم ودمائهم وأموالهم.

درجات الإنكار

* ما درجات إنكار المنكر؟

- درجات إنكار المنكر لا تخفى عليكم إنها ثلاث الواردة في حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان)، فهذه الدرجات الأساسية في الإنكار، ولكن - والله المستعان - المجتمع بجميع شرائحه عنده قصور في ذلك، وبخاصة الدرجة الثانية التي هي متاحة لكل البشر، ولو أن كل فرد أحس بها وقام بها خير قيام لتوارى كثير من الشرور والمنكرات ولحصل للناس خير كثير، ومن الذي لا يرغب أن ينصح أو يتبرم من النصح؟ ومن الذي يقف في وجهك ويمنعك من المناصحة والتوجيه للناس بالأساليب والطرق الشرعية؟

نزع الحياء

* متى ينزع الحياء من النفوس؟ وكيف نعالج النفس المريضة بذلك؟

- ينتزع الحياء من النفوس إذا انعدم الخوف من الله أو ضعفت مراقبته لله، وضعف جانب العبادة والالتزام بالشرع القويم وضعف جانب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك الحبل على الغارب، وأيضاً كثرة مقارفة المعاصي والتلذذ بها ممارسةً ومشاهدةً وسماعاً. وتعالج النفوس المريضة بتقوية الإيمان والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وملازمة ومجالسة الأخيار والابتعاد عن مواطن الرذيلة وما يدعو إلى الفساد والانحلال، مع تطبيق شرع الله في كل صغيرة وكبيرة في جميع نواحي الحياة.

مخاطر المنكرات

* ما مخاطر انتشار المنكرات على شباب المسلمين؟

- لا شك أن انتشار المنكرات بين شباب المسلمين خطره عظيم وعواقبه وخيمة ونذير خطر لجيل قادم لا يعرف الله طرفة عين مؤذن بعقوبة عاجلة وآجلة، وانتشار المنكرات بين الشباب سبب أيضاً لضياع الهوية والتقليد الأعمى ووقوع الفتن والبلايا والمحن والرزايا، واختلال الأمن وتسلط الأعداء وضعف الأمة وعدم رفع الدعاء وإجابته وبداية الانخراط في الهاوية السحيقة، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

يؤمل المزيد

* كيف تصفون تفاعل المجتمع مع جهود الهيئة؟

- نحمد الله - سبحانه وتعالى - أننا نعيش في بلاد مباركة قل نظيرها في العالم تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وأيضاً نعيش في مجتمع مؤمن بالله معظم لشعائره متفاعل تفاعلاً جيداً مع الهيئة وله وقفات طيبة ومباركة ومحسوبة وتعاونه دائماً مستمر ولا يخالف ذلك إلا القليل، لكن - ولله الحمد - الغالبية والسواد الأعظم مع الهيئة قلبا وقالبا وعلى الحق إن شاء الله مع ما يؤمل من المزيد والتفاعل أكثر حماية لهذه الشعيرة العظيمة.

الركيزة الأولى

* ما الدور المأمول لرئيس المركز في توجيه أعضاء المركز ونشر الوعي بينهم للإنكار بالطرق الشرعية؟

- رئيس المركز هو الركيزة الأولى فهو لهم بمثابة الأب والمربي والأخ الناصح المشفق؛ فدوره كبير ومكانته بين الأعضاء عظيمة؛ إذ مسؤوليته لا تقف عند حد بل عليه واجب توجيه وتوعية الأعضاء قبل المخالفين وإقامة الدروس لهم واستضافة أصحاب الخبرة والمشايخ للاستفادة من علمهم وخبراتهم وتجاربهم، وعليه مسؤولية السلوك بهم الطرق الشرعية للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

هناك أسباب

* إلى ماذا يرجع فضيلتكم تردد البعض في إبلاغ الهيئة عن بعض المنكرات؟ وما نصيحتكم لمثل هؤلاء؟

- نعم يتردد البعض في إبلاغ الهيئة لأسباب كثيرة منها:

1 - الجهل بواقع الهيئة وعدم معرفة الأنظمة والإجراءات، وأن المبلَّغ محسن وما على المحسنين من سبيل، وليس للمبلغ أي ظهور أمام المبلغ عنه ولا يرد اسمه أبداً ويتحفظ عليه عند رئيس المركز، ولا أذكر أن مبلغاً محتسباً بلغ عن صاحب منكر وعُرف أو ظهر اسمه، فينبغي للمبلغ أن تكون هذه الصورة واضحة عنده.

2 - سماع القصص والافتراءات عن الهيئة وعدم التثبت عن صحتها.

3 - الخوف من العواقب مع أنه كما أشرنا ليس للمبلغ أو عليه أي تبعة.

4 - عدم الاهتمام بشعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

5 - الاغترار ببعض المقولات.

6 - البعد عن الهيئة وعدم التواصل معهم.

وأنصح الجميع بالتواصي بالحق والإبلاغ عن جميع ما يراه الإنسان من أمور مخالفة؛ لأن ذلك من أوجب الواجبات على من شاهده، وليعلم جميع المبلغين أن بلاغاتهم محل اهتمامنا، وكذلك لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نبوح باسم المبلغ؛ لأنه محسن ولا يجلب لنفسه نفعاً ولا يدفع عنها ضرراً إلا أن يكون مدعياً ضد شخص فهذا له نظمه وإجراءاته المعروفة.

النصح أولاً

* توجيه النصح والإرشاد للمخطئ جزء من الأخذ على يده.. كيف نطبق هذا الإجراء دون تمييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟

- هذا جزء لا يتجزأ من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل هو الذي يُبدأ به؛ فليس هناك تعارض أو تمييع للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فلو أن الهيئة قبضت على شاب في خلوة محرمة مثلاً فيبدأ بمناصحته وتخويفه بالله وبيان مغبة فعله وحرمة ما اقترفه وفي الأخير محاسبته على ما فعل حسب الأطر الشرعية والنظامية فلا بدَّ من تقديم واجب النصح قبل كل شيء ويكون العقاب تالياً للنصيحة إذا كان يستحق العقاب، ومن التحدث بنعمة الله - جل وعلا - وجود كوكبة مباركة في الهيئات ليست بالقليلة وهبها الله - جل وعلا - العلم والقدرة على النصح والتوجيه والأخذ بيد المخالف إلى شاطئ الأمان.

* إدارة العلاقات العامة والإعلام بالرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد