Al Jazirah NewsPaper Friday  23/05/2008 G Issue 13021
الجمعة 18 جمادى الأول 1429   العدد  13021
نبض المداد
رحمك الله أبا سطام
أحمد بن محمد الجردان

فهد بن محمد العثمان اسم يعرفه جيداً الإعلاميون ومتابعو وسائل الإعلام وخصوصا المسموع منها وتحديدا مستمعي إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية، هذا الرجل غادر دنيانا بهدوء، كما سعى في مناكبها بهدوء، وأفنى سنوات عمره عاملا بكل جد لنشر الخير وإشاعة المحبة بين الناس، ورسم البسمة ومعاني الأخوة فأنعم به من رجل تغمده الله برحمته جل وعلا.

والحديث عن رجل بحجم أبي سطام - رحمه الله - حديث صعب لأنك لا تعرف من أين تبدأ وبما تنتهي فطالما سمعنا اسمه مخرجا ومنفذا لعديد من برامج إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية ومن أشهر تلك البرامج البرنامج القديم والمتجدد برنامج نور على الدرب إضافة إلى برامج أخرى لا تسعفني الذاكرة أن أتذكرها!! وفهد العثمان - رحمه الله - رجل عرفته زميلاً في المحيط الإعلامي وكذلك عرفته أيضا عن قرب خارج العمل الإعلامي فهو رجل بار بكل معاني البر بوالدته - رحمها الله - حيث يخيل إليك وأنت تتحدث معه أن ليس له في الدنيا إلا أمه، فكل شيء في حياته مرتبط بأمه ودائما يكثر من ذكرها والثناء عليها والدعاء لها بل يترك كل شيء في سبيل إجابة ندائها، وفي الحقيقة لم أجد رجلا ممن عرفت باراً بأمه مثل فقيدنا فهد - رحمه الله -!!

في مجال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجال الدعوة إلى الله لهذا الرجل - رحمه الله - جهود منضبطة بالضابط الشرعي والنظامي ولا غرابة فهو هين لين سمح ذا قلب كبير وذا أفق واسع ودبلوماسية رائعة وفن راق في التعامل مع المخالف ومرتكب المنكر وذا بسمة تأتي دون تكلف أو تصنع بل هي بسمة رائعة تأتي كسجية من سجاياه الرائعة!!

بعد وفاته - رحمه الله - بيومين سمعت مذيع إذاعة القرآن الكريم يذكر اسم فقدينا حيث قال (البرنامج من تنفيذ فهد بن محمد العثمان) عندها توقفت طويلا ودعوت له بالرحمة وحمدت الله أن اسمه قد اقترن بالعمل الإعلامي الإيجابي البناء ورجوت الله أن لا يحرمه أجر عمله هذا يوم القيامة، وشتان بين من يموت وعطاؤه يزيد من حسناته ومن يموت وعطاؤه يزيد من سيئاته!!

مما يثلج الصدر أن فقيدنا فهد رحل عنا بسيرة عطرة وحب كبير في قلوب الناس وشاهد ذلك تلك الجموع التي صلت عليه صلاة الميت وأمها سماحة مفتي عام المملكة الشيخ الوالد عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ وكذلك تلك الجموع التي تقاطرت من كل حدب وصوب إلى مقبرة الدرعية فشاركت في موارته للثرى حيث بكت عليه وأثنت عيله خيرا وهذه بشرى خير - ولله الحمد - فالناس شهود الله في أرضه، ومما يثلج الصدر أيضا أن للفقيد أبناء سيواصلون بإذن الله سيرة والدهم ويكونون خير خلف لخير سلف.

رحمك الله يا أبا سطام فقيدنا الغالي فهد بن محمد العثمان رحمة واسعة وجمعنا بك في دار كرامته ومستقر رحمته ولا نجد إلا أن نقول إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا فهد لمحزونون!!



amaljardan@gmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد