تحدثنا في الأسبوع الماضي معاشر القراء الكرام عن شيء من صفات المعبر التي ينبغي أن توجد فيه، وأن يتحلى بها.
ولا أخفيكم سراً أنه عند بحثي وكتابتي في صفات المعبر تعجبت كثيراً وتأملت طويلاً فيها، وحذفت الشيء الكثير، واختصرت ما كتبته لكم حتى لا يطول بنا المقام، ولتيقني أن هذه الصفات من الصعوبة بمكان أن تتوافر في آحاد البشر. ومن تأمل الماضي وقرأ فيه يجد أن معبري كل زمان في ندرة وليسوا في كثرة.. فكيف بهذا الزمان الذي كثر فيه عدد الدخلاء في التعبير في كل مكان. والله المستعان.
نعود إلى شيء من الصفات فتأمل.. قال ابن القيم: (وهو - يعني علم التعبير - يعتمد على طهارة صاحبه، ونزاهته، وأمانته، وتحريه للصدق، والطرائق الحميدة، والمناهج السديدة، وعلم راسخ، وصفاء باطن، وحس مؤيد بالنور الإلهي، ومعرفة بأحوال الخلق وهيئاتهم وسيرهم).
وقال المناوي: (وينبغي للمعبر أن يكون مطلعاً على جميع العلوم، عارفاً بالأديان والملل والنحل، والمواسم والعادات بين الأمم، عارفاً بالأمثال والنوادر وما أخذ اشتقاق الألفاظ، فطناً، ذكياً، حسن الاستنباط، خبيراً بعلم الفراسة، وكيفية الاستدلال من الهيئات الخلقية على الصفات، حافظاً للأمور التي تختلف باختلاف تعبيرها) (فيض القدير 4-65).
وهذا كله أحبتي يدل على أن معبر الرؤيا ينبغي أن يكون واسع الثقافة والمعلومات، عارفاً بأصول التأويل التي سبق أن فصلنا وأطلنا فيها، وفي نظري أن من الأمور التي لا بد من توافرها في المعبر معرفته للتعبير والتفسير؛ إذ كيف يكون معبراً ومفسراً ويدخل هذا الميدان وهو لا يحسنه؟! هذا ما سيكون محور حديثنا في الأسبوع القادم. زادنا الله وإياكم إيماناً وتقوى وبراً وعملاً صالحاً.
***
وقفة: (يجامعها أسد في منامها)
رأت امرأة في منامها أن أسداً ينقض عليها ويجامعها دون أن يأكلها، فسألت من عبرها فقال لها: تأتين بولد يكون له شأن في المجتمع ويتولى منصباً، فكان كذلك. والله تعالى أعلم.
*****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب 9702 ثم أرسلها إلى الكود 82244