لا يكفي في حلقات تحفيظ القرآن الكريم أن يقال: إنها بعيدة كل البعد عن تخريج المتطرفين والإرهابيين، بل هي سد منيع وسياج متين في وجه كل من يريد اختراقها والنفوذ من خلالها، وهذا هو الواقع والشأن والمأمول في بلاد الحرمين شاء ذلك من شاء وأبى من أبى، ومؤاخذة الناس بجرائر غيرهم ليس من العدل والإنصاف في شيء. ونحن في بلاد لم يكن المسؤولون فيها عن هذه الحلقات بالمستوى الذي يطمح فيه أصحاب الأفكار المنحرفة أن يمرروا ما يشاؤون على من شاؤوا، بدءا بوزارة الشؤون الإسلامية وانتهاء بمعلم الحلقة.
فحلقات التحفيظ اليوم تسير - ولله الحمد- وفق ضوابط قد وضعت عبر دراسات ونظرات بعيدة المدى من رجال نحسبهم والله حسيبهم أصحاب خبرة وقوة وخلاص.
فمنهج التدريس فيها واضح، ومقصور على تدريس القرآن حفظاً وتجويداً فقط، ولا يزاول فيها أي نشاط سوى ما أقيمت من أجله، حتى إلقاء الدروس والمحاضرات لم تكن من اختصاص الجمعيات، بل هي مناطة بمكاتب الدعوة والإرشاد، وهذه حسنة من حسنات الوزارة؛ حيث البعد عن الخلط والازدواجية في الأعمال الدعوية.
ومكان حلقات التحفيظ اليوم ليس سراً، بل هو المساجد وعلى مرأى ومسمع من طبقات المجتمع أجمع.
وكذلك مصارف هذه الحلقات المالية هي بمنتهى الوضوح والشفافية لا تسرب ولا طرق ملتوية، بل هي بصادر ووارد برقم وتاريخ.
وما كان هذا ليكون لولا فضل الله ثم ولاة الأمر في هذه البلاد، وعلى رأسهم قائد هذه المسيرة، وهذا الركب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله، وولي عهده الأمين، ووزير الداخلية، وصاحب السبق في مضمار الخير صاحب السمو الملكي الأمير سلمان، وفقهم الله أجمعين.
لقد أسهموا في خدمة القرآن، وأهله بشيء لم يكن له نظير في هذا الزمان في شتى بقاع المعمورة.
فليهنأ هؤلاء الحكام بهذا الشرف الرفيع، وليسعد أبناء هذه البلاد المباركة بتمكين ودعم ولاتهم لهم بتعلم القرآن وتعليمه ليتحقق فيهم قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (خيركم من تعلم القرآن وعلمه). في الوقت الذي تنصل فيه كثير من الناس عن هذا الشرف العظيم.
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه.
حائل