صديقي الفقير..
لا أريد أن أسألك.. كيف حالك..!!
فهذا السؤال لك بالذات..
نوع من الاستفزاز..
لأنك صاحب الحال (المكشوف)..
حتى لو دفعك (التعفف) أن تدّعي أن الطابق (مستور)..
على أديم الحاجة تبنيك (الأحلام)..
ويهدمك (الواقع)..
في (كشف) الحياة أنت من الحاضرين.. بلا (مال)..
لذا فحضورك يشبه غيابك..
لأن منطق الزمان المادي يقول:
أنا أصرف.. إذاً أنا موجود.. وإذا لم تصرف لن يشعر أحد بوجودك..!!
صحيح أنك قد تكون (عملة) نادرة..
لكن للأسف أن مثل هذه العملة..
لا تصرف في هذا الزمن الفقير بها..؟؟
لأنه ببساطة ليس فقيراً لها..
جوهرك الثمين..
لن يشفع لك بتغيير مظهرك الرث..
وإنسانيتك.. لن تثير إنسانية الأغنياء حولك..
كي يهبّوا لنصرتك على جور فقرك..!!
في كأس أيامك تعصرك (الحاجة)..
ويشربك الحرمان..
ليغذي جسده من (دم) تعبك الخالص..
(الفقر) حاجة تبعثرت حروفها لتنشد (الرفق) للإنسان من جور المال..!
ما بات جائع.. إلا في رجاء شبع..
وما بات شابع.. إلا في رجاء طمع..
وأنت فقير إلى ما تحتاج..
وهناك من هو فقير إلى ما لا يحتاج..
لذا أنت قد تشبع يوماً وتنسى فقرك..
لكن صاحبك الآخر لن يشبع..
أرأيت يا صديقي..!!
أن للفقر وجهاً آخر أبشع من الوجه الذي (قابلك) طول عمرك..!!
up0000@hotmail.com