شهادات التميز لماجد عبد الله لم تأت من الداخل فقط، لقد ظل هذا اللاعب محور الاهتمام حتى في أعلى مؤسسة رياضية في العالم هي الفيفا، لذلك كان طبيعياً عندما يبقى لاعب بحجم ماجد يخدم وطنه بالقيمص الدولي أكثر من 17 عاماً أن يتوج بألقاب وأوسمة دولية لا تقل عن عمادة لاعبي العالم التي تربع على عرشها في عام 1995 ثمناً لـ138 مباراة تم احتسابها له من الفئة A في وقت تم إسقاط نصف هذا العدد من المباريات التي تصنف لحساب فئات المباريات الإقليمية والأولمبية والودية غير الدولية، ولكن يكفي أن يقال أن عميد لاعبي العالم هو السعودي ماجد عبد الله الذي فتح الباب بعد ذلك لدخول بقية النجوم إلى نادي المائة وفيما بعد دخل الحارس الكبير محمد الدعيع ليكون ثاني عميد للاعبي العالم من السعودية بعد ماجد.
ولأن ماجد نجم غير عادي فإنه عوّض ناديه النصر عن سنوات ارتباطه المتكرر مع المنتخب بتقديم فترة ذهبية معه امتدت من 1995 حتى 1998، في تلك السنوات الثلاث قاد النجم الكبير ناديه للفوز ببطولة كأس خادم الحرمين الشريفين بعد الفوز على الهلال (1-3) في مباراة كان بطلها ماجد عندما سجل هدفين أحدهما صال فيه وجال بالمدافع منصور الموينع والحارس صالح السلومي مختتماً 21 من الأهداف في المرمى الأزرق، ويؤكد أن السهم لا زال ملتهباً، قبل تلك البطولة تعرض ماجد لحادث مروري نجا منه بعناية إلهية، وبعدها عاد للركض فاختارته آسيا لاعباً لشهر يونيو 1995، وفي العام الذي يليه ضمته موسوعة جينيس للأرقام، وقاد الفريق الأصفر للفوز بلقبين خليجيين وسطر نفسه لاعباً للشهر الآسيوي مرة ثانية في يناير 1997م.
في عام 1997 تعرض ماجد لإصابة خطيرة عندما بلع لسانه في مباراة الديربي بين النصر والهلال ومرة ثانية تتدخل العناية الإلهية لتنجي النجم الكبير حتى يستمر في نثر إبداعاته التي اختتمها بالفوز مع النصر ببطولة الكؤوس الآسيوية طاوياً مسيرة 21 عاماً من العطاء كان فيها النجم والفرح والرقم الصعب.
عندما أعلن الاعتزال في مؤتمر صحفي حضره الذهبي الأمير فيصل بن عبد الرحمن يوم 20-12- 1418هـ كان المنظر مهيباً، فساحات مقر نادي النصر كانت مكتظة بجماهير مترقبة لما سيقول هذا الفذ، وعندما أعلن القرار أطلق الجميع العنان لدموعهم لتنساب حزناً على توقف الأسطورة عن الركض، حتى ماجد نفسه لم يتمالك الموقف لأنه يدرك أن شيئاً جميلاً سيفتقده في قادم حياته. إنها سنّة الحياة التي يجب تقبلها والتكيف مع مستجداتها، مع ذلك لم تغب شمس هذا الماجد فاستمر حاصداً للألقاب والتميز حتى عاد الفيفا من جديد معترفاً بمكانته فاختاره عام 2006 ضمن لجنة الخبراء التي يرأسها القيصر بيكنباور وبها سجل ماجد هدفاً دولياً جديداً لبلده في مرمى التميز.
يتبع غداً