المانجو الجازانية قصة وتاريخ، فهي ليس مجرد صدفة قادتها لعرش ملكة الفواكهة الاستوائية، إنه عمر من الأبحاث والتجارب تتجاوز 25 عاماً، حينها بدأت وزارة الزراعة بإدخال أصناف عالية الجودة من المانجو في الفترة من 1982م إلى 1992م استوردتها الوزارة من ولاية فلوريدا بأمريكا ومن الهند ومصر والسودان وكينيا وأستراليا. وبعد فترة من الترقب نجحت جازان سلة خبز المملكة في إنتاج أصناف مميزة من المانجو لا تختلف في لذتها وجودتها عن المنشأ الأصل. ويأتي هذا النجاح لأن جازان أرضها كنز ومن أخصب الأراضي الزراعية الصالحة لزراعة الفواكهة الاستوائية. ويوجد في منطقة جازان نصف مليون شجرة مانجو يصل إنتاجها اليومي بحسب تقديرات الجهات المعنية إلى 1800 طن.
ومن المحافظات التي تشتهر بزراعة المانجو أبو عريش وبيش وصبيا لجودة التربة الزراعية الخصبة وتوفر المياه. وتنتج المزارع في أبو عريش كميات هائلة من فاكهة المانجو حيث يصل إنتاج المزرعة الواحدة إلى أكثر من 10 أطنان يومياً.
ويبدأ إنتاج المانجو في منطقة جازان من شهر مارس إلى يوليو حسب الصنف ويتزامن تسويق المحصول مع نفس موعد الإنتاج وقد يزيد عن ذلك عند تخزين الثمار وتسويقها خارج المملكة وهي من الأصناف التي تصلح للتخزين.
وتنتج مزارع منطقة جازان ما لا يقل عن 30 صنفاً من أنواع المانجو، ومن أهم الأصناف التي تنتشر زراعتها هناك هي: التومي والجلن والجولي والبلمر (الذي ويتميز بكبر ثماره) بالإضافة إلى (الزبدة الهندي الخاص) و(الهندي أبو سنارة) والجلوك و(الخد الجميل) والسكيت والكات والفلبيني والبايري (الذي يفضله المزارعون في الزراعة لجودة بذرته)، وهناك أيضاً نوع (الأبيل) وسمي بذلك لقرب حجمه من حجم التفاحة.
والسؤال الأهم حول هذه الثروة الوطنية الزراعية التي لم تستثمر بشكل احترافي من ناحية تسويقها، وهذا ما يعاني منه مزارعو المانجو في جازان من ضعف التسويق لمحصولهم وتكدسها بشكل كبير ينتج عنه تلفها. ومما يجبرك على طرح الاستفهامات أنك تجد فواكه تحتل أسواقنا في مختلف الوطن مصدرها أوربا وأمريكا وغيرهما بينما فواكه الوطن مثل المانجو الجازانية لا تصل إلى كثير من المناطق في المملكة لأسباب كثيرة من أهمها عدم وجود شركات متخصصة في التسويق.. حلم تحلم به المانجو الجازانية.. تحلم أن يتذوقها كل من يعيش في هذا الوطن فهل يتحقق؟!.