شيكاغو - (رويترز)
تسببت توقعات ببلوغ محاصيل القمح والأرز مستويات قياسية في ارتفاع أسعار الحبوب عالميا لكن تلوح في الأفق انفراجة - وإن كانت طفيفة - في تكاليف الطعام الباهظة التي تزعج على حد سواء الأسر وجماعات مكافحة الجوع على مستوى العالم.
وأدت التكهنات بأن محصول القمح سيكون وافرا هذا العام إلى انخفاض أسعاره في الولايات المتحدة أكبر دولة مصدرة في العالم بنسبة 42% منذ سجل سعرا قياسيا في 27 فبراير - شباط. لكن الأسعار ما زالت أعلى منها قبل عام بنسبة 64%.
وانخفضت أسعار الأرز الأمريكي بنسبة 15% في الأسابيع الثلاثة المنصرمة لكن ما زال سعرها يتجاوز مثلي مستوياته قبل عام.
وانخفض مؤشر جمعته منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في إبريل - نيسان للمرة الأولى خلال 15 شهرا وهو دليل آخر على أن موجة تضخم أسعار الغذاء ربما تقترب من نهايتها.
وقال عبد الرضا عباسيان الخبير الاقتصادي المتخصص في الحبوب في منظمة الفاو لرويترز (يبدو أننا تجاوزنا الأسوأ).
وقال توم جاكسون الخبير الاقتصادي بمؤسسة جلوبال انسايت ومقرها فلادلفيا (نتوقع محصول قمح جيدا إلى حد ما لكن الوقت ما زال مبكرا جدا في 2008م الكثير من محصول القمح لهذا العام لم يزرع بعد).
وتشير تقارير لمنظمة الفاو إلى أن أسعار الغذاء ارتفعت بمقدار 40% عام 2007م. وتقول المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن 37 دولة تواجه أزمات غذائية.
ومع نمو دخل الفرد خاصة في الصين والهند يتزايد الطلب على منتجات مثل اللحوم.
وقال مارك روزجرانت المدير في المعهد الدولي لأبحاث سياسات الأغذية في العاصمة واشنطن (كل المؤشرات تنبئ بأنه من غير المرجح أن تنخفض الأسعار عما قريب بل إنها قد ترتفع أكثر ويتوقف هذا على قرارات الدول بشأن الوقود الحيوي).
من جهة أخرى دعا زعماء أوروبا وأمريكا اللاتينية إلى القيام بعمل لمعالجة ارتفاع أسعار المواد الغذائية وارتفاع درجة حرارة الأرض خلال اجتماع قمة عقد في بيرو الجمعة على الرغم من الخلافات بين الجانبين بشأن الوقود الحيوي والتجارة الحرة.
وأعلن الرئيس البوليفي اليساري ايفو موراليس أنه يخشى من أن الفقراء قد يعانون مع تعجل نظرائه في المنطقة للتوقيع على اتفاقيات للتجارة الحرة مع أوروبا وحذر آخرون من أن حالة طوارئ غذائية عالمية تلوح في الأفق ويعزوها البعض إلى زيادة استخدام الوقود الحيوي إلى حد ما.
وقال رئيس بيرو الآن جارسيا أمام التجمع الخامس لرؤساء دول أوروبا وأمريكا اللاتينية والكاريبي (إذا تفاقمت الأزمة فقد يهدد الجوع مئات الملايين من البشر). ويؤيد الاتحاد الأوروبي والبرازيل أكبر مصدر للايثانول في العالم الوقود الحيوي ولكن دولا كثيرة في أمريكا اللاتينية تنحي باللائمة عليه في رفع أسعار الغذاء.
ويقول منتقدون إنه يتعين على الاتحاد الأوروبي إلغاء هدفه بجعل الطاقة المتجددة تشكل 10% من وقود وسائل النقل على الطرق بحلول عام 2020م قائلين إن هذا الهدف سوف يسهم في الجوع وأضرار البيئة في شتى أنحاء العالم.
وقلل الزعماء الأوروبيون من أهمية هذه الأخطار. وقال رئيس الوزراء الإسباني خوسيه لويس رودريجيث ثاباتيرو للصحفيين (يجب ألا يثير تأثير الوقود الحيوي (على أسعار الغذاء) مثل هذا القلق لأن العلاقة ليست بهذا الوضوح في رأيي).