يمتاز اللبنانيون - أو وسائل إعلامهم - بقدرة كبيرة قياساً بالآخرين على إشغال الآخرين بقضاياهم بغض النظر عن الموقف الذي نتخذه مع هذا الفريق أو ذاك، وحتى لو لم نتخذ موقفا لكن يعرف الكل كيف طغت أحداث لبنان الجارية الآن على المجالس، وذلك من خلال الأسلوب اللبناني المميز في عرض قضاياهم.
ومع أني مثل غيري تابعنا هذا الموضوع بين الأكثرية والمعارضة وما يقول هؤلاء ويرد أولئك بتياراتهم وطوائفهم إلا أنه أعجبني وراق لي كثيراً جملة قالها أحد الشخصيات القيادة اللبنانية في تصريح فضائي حيث قال إننا ستعين في الرد على خصومنا بالتاريخ والتاريخ يحدد أبرز ملامح الرد عليهم ومناقشتهم، كذا قال أو هذا معنى حديثه.
والمتأمل في الأزمة اللبنانية يرى صحة حديث هذا الرجل فدراسة تاريخ الطوائف اللبنانية ما بين مسلمين بطوائفهم أو مسيحين يرى أن هذه الصراعات والمناقشات تاريخية منذ عقود بل قرون يرى كيف أن التاريخ يعيد نفسه فبعض المواقف التي يقوم بها بعض الفرقاء اللبنانيين هي تمثل صورة دقيقة لمواقف سابقة في خلافات سابقة. وبالتالي عرف متى توحدنا ومتى اختلفنا وأسباب الوحدة الوطنية وأسباب الخلاف والانشقاق.
كل ما يعنيني هنا هو أهمية توظيف علم التاريخ في خدمة السياسي والاستفادة منه، كما قال هذا القيادي اللبناني.
وبدوري انتقل من لبنان إلى وطني العزيز الذي لا يشهد مثل هذه الخلافات ولا قريباً منها بحمد الله لكن وطني يحتاج إلى دراسات وكتبا ومصنفات تاريخية تبرز أبرز المواقف الوطنية التي قامت بها شخصيات وطنية كبيرة في كل مراحل تاريخ الوطني لأن نشر القدوة للجيل المعاصر يمثل خطوة مهمة في ذكر النماذج والقدوة التي يسيرون على خطاها في بناء الوطن.
للتواصل - فاكس: 2092858
Tyty88@gawab.com