الإنترنت - ناصر الفهيد
هناك ما يدعو لحسد مواطني دول شمال أوروبا، فبالإضافة إلى تمتعهم بالطبيعة الخلابة يعرفون الكثير عن الصحة والحياة الجميلة ويعيشونها، فهذه المنطقة تضم دولاً من أكثر دول العالم تمتعاً بالصحة، بما فيها الدول الثلاث التي تتصدر دول العالم من حيث المعايير الصحية، وهي أيسلندا والسويد وفنلندا. أما الدول التي تبوأت مركزاً متقدماً على هذا الصعيد، فتشمل ألمانيا والسويد وأستراليا والدانمرك وكندا والنمسا وهولندا.
من الناحية التاريخية تمتلك الدول الخمس عشرة التي تتوفر فيها أفضل المعايير الصحية في العالم نظاماً متقدماً للرعاية الصحية، فضلاً عن ذهنية تقوم على أساس أن الرعاية الصحية تعتبر من الحقوق الأساسية للمواطن، وعلى الرغم من حقيقة أن نحو 47 مليون أمريكي لا يتمتعون بالتأمين الصحي، فإن الولايات المتحدة تبوأت المركز الحادي عشر صحياً على مستوى العالم. وجاء في آخر قائمة الدول الخمس عشرة الأفضل صحياً في العالم، كل من إسرائيل وجمهورية التشيك وإسبانيا وفرنسا.
ومن أجل تحديد قائمة وترتيب الدول الأكثر صحة في العالم، قامت (فوربس) بدراسة أحدث الأرقام والإحصاءات البيئية الخاصة بكل دولة في العالم، مستقية إياها بشكل خاص من منظمة الصحة العالمية والبنك الدولي والأمم المتحدة.
ولكن بسبب نقص المعلومات، فإن التصنيف تضمن 138 دولة في العالم، ولهذا السبب لم تدخل دول مثل موناكو والنرويج ومالطا وبلجيكا ولوكسمبورغ ونيوزيلندا وأيرلندا وأندورا، قائمة الدول التي خضعت للدراسة واختيرت منها الدول الخمس عشرة.
وشملت الإحصاءات المدروسة تلوث الهواء في المدن ونسبة السكان الذين يمكنهم الحصول على مياه الشرب المحسنة أو المقطرة، ومعدل وفيات الأطفال، ومعدلات انتشار مرض السل، ونسبة الأطباء العامين والخاصين بالنسبة لعدد السكان، ومعدلات سوء التغذية، ومعدلات عمر الإنسان بصحة وعافية.
وبالإضافة إلى العلامات العالية التي حصلت عليها أيسلندا والسويد لجهة مياه الشرب والصرف الصحي والتغذية، فإن فيهما أدنى مستويات تلوث الهواء ووفيات الأطفال ومعدلات الإصابة بالسل، كما أن فيهما أعلى معدلات متوسط أعمار الرجال (بصحة جيدة)، وهو 72 عاماً.
وتقول إحصاءات معدلات عمر الإنسان تحديداً الكثير عن الرفاه في أي دولة فالدول ذات المعدلات الأعلى كثيراً ما تتمتع أيضاً بأعلى ناتج محلي وأفضل أنظمة الرعاية الصحية وأدنى المعدلات من الأمراض المعدية كالإيدز. وأظهرت الدراسات أيضاً أن التعرض الطويل المدى لتلوث الهواء يمكن أن يؤثر في عمل الرئتين، وقد يؤدي إلى الوفاة المبكرة.
وغالبا ما يكون نجاح الدول في مكافحة التلوث مزيجاً من السياسات الهادفة إلى مواجهة المشكلة، وفرض معايير لاستخدام الوقود النظيف، ولكن سكان المناطق الساحلية عادة ما يكونون أوفر حظاً من غيرهم؛ لأن التيارات الهوائية في هذه المناطق تبدد التلوث.
ويعتبر انخفاض معدل وفيات الأطفال من المؤشرات المهمة على الظروف الاقتصادية والاجتماعية في أي بلد، مثل دخل الأسرة الذي يؤثر في مستوى التغذية والرعاية الصحية للأطفال، وتعتبر جمهورية التشيك واحدة من الدول التي تتميز بأدنى معدلات وفيات الأطفال في العالم.وفي حين أن عدد الأطباء في كل منطقة قد لا يعني بالضرورة أن السكان يتمتعون بالصحة، إلا أنه يعتبر مؤشراً إيجابياً بشكل عام، وتتمتع إسرائيل بمعدلات عالية من الأطباء بالنسبة لعدد السكان.
