«الجزيرة» - عبدالرحمن السريع
ذهب لموعد غرام حاملا معه أشواقه وأحلامه الوردية يحمله الشوق والتعطش للقاء محبوبته.. وتزين بأبها حلله.. وحضر مصطحبا معه هدية قيمة يعبر بها عن صدق حبه ووفائه واختار الزمان والمكان المناسبين بنفسه واستعد مبكرا للقاء في شقة مفروشة في أطراف المدينة.. وعند حضوره تفاجأ بمن يستقبله ولكن ليس بالدفء والحنان ولكن بالعصي والركل والضرب والرفس.. وليت الأمر اقتصر على ذلك بل تعداه لسرقة أمواله التي كانت بحوزته.. وهاتفيه المحمولين ومتعلقاته الشخصية.. وهديته!!
هذا اختصار ما حصل لشاب في مقتبل عمره من هواة مواقع المحادثات عن طريق الإنترنت حيث ظن نفسه وقع في علاقة غرامية مع فتاة في مثل عمره.. وبدأت بينهما محادثات الحب والغرام عن طريق الإنترنت وضربت الفتاة له موعدا بناء على طلبه في أحد الشقق السكنية شرق العاصمة الرياض.. للقاء بها والتعرف عليها أكثر.. وحضر للموعد ولكنه تفاجأ بشابين يفوقانه سنا وبنية جسدية.. يستقبلانه في الشقة ومنذ دلف إلى داخلها بدؤوا في ضربه ورفسه وركله من كل جهة وفي كل موضع من جسده وبعد أن أوسعوه ضربا سلبا متعلقاته الشخصية وهاتفيه المحمولين.. وأمام هذه المفاجأة التي لم تكن في حسبانه وجد نفسه مضطرا للاتجاه للجهات الأمنية للبحث له عن مخرج مما حدث له.. فقدم بلاغه لمركز شرطة النظيم الذي فتح تحقيقا موسعا في القضية وشكل فريق عمل لتعقب الجانيين ومتابعتهما.. ورصد المواقع الإلكترونية المشبوهة التي تروج لمثل هذه العلاقات المحرمة.. وتم الكشف عن هويتهما بعد استدراجهما في كمين محكم وقبض عليهما.. وضبط بحوزتهما على جهاز لتغيير أصوات بترقيقها وتفخيمها.. إضافة لحاسب آلي محمول يستخدمانه في الدخول لغرف ومواقع المحادثة لاستدراج ضحاياهم.. بالتحقيق معهما اعترفا بأنهما يدخلان لمواقع المحادثة على الشبكة العنكبوتية بعد تغيير صوتيهما بهدف استدراج الشباب لمثل هذه المواعيد.. التحقيق لا يزال مستمرا معهما للوقوف على القضايا المشابهة لأسلوبهما بترصد الضحايا بعد التغرير بهم.
المجني عليه في مثل هذه القضية امتلك الشجاعة وتقدم للجهات الأمنية ببلاغه.. فيا ترى كم ضحية غلبه حياؤه وخجله من التقدم للإبلاغ عما تعرض له؟؟