في المدرسة التي دعيت فيها لافتتاح معرض الطالبات الفني كنت أتبع ملامح البِشر في وجوههن طافحة حداً كبيراً... سألتهن هل عرض نشاطهن في الرسم والأشغال والعروض الصباحية وما يرافقها من خطابة وتوجيهات ونثر وبعض شعر تتضمنه صحيفة المدرسة الحائطية وملصقاتها ومطوياتها المبتكرة وحدها سر هذا الفرح...؟
أجابتني غالبيتهن بأن هذا السبب ليس هو الرئيس الذي يجعلهن سعيدات على هذا النحو لأنهن قد فرحن بكل هذا الإنجاز خلال أيام الدراسة مع مدرساتهن ومديرتهن وزميلاتهن...
كان السبب هو حضور الأمهات...
والآخر هو وجود نخبة من شخصيات كن يرغبن في التعرُّف إليها من شخصيات المجتمع الكبير...
وعن هذه الرغبة قالت بعضهن: لأننا تعودنا أن نلتقي بهن في الصحف أو المذياع أو من خلال كتبهن المنشورة...
أما أمهاتنا فإنهن صاحبات الأحقية في معرفة ما يحدث في المدرسة وأيضاً فإن من واجبنا أن نطمئنهن على الوقت والمال اللذين نبذلهما في إعداد هذه المقتنيات في معرضنا...
نضج إذن وراء هذا البِشر ووعي كبير...
كنت أرشف معهن فنجان الشاي وبيدي الأخرى أستعيد هيبة القلم وهو يسجل لهن كلمات لست أقل منهن بِشراً وأنا أدون بها فرحتي...
وحين يكون الحصاد في المدارس بذوراً لتربة الحياة فإن الأشجار ستورف والثمار لا محالة ستطيب...