Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/05/2008 G Issue 13016
الأحد 13 جمادى الأول 1429   العدد  13016

هذرلوجيا
متلازمة الدبدبة
سليمان الفليح

 

أفهم أن (متلازمة داون) إن لم أكن مخطئاً هي أحد أشكال الإعاقات التي تصيب الإنسان في أحد أجزاء الجسد الهامة التي تؤثر على الذهن، إن لم تصب الذهن مباشرة، ولكنني حقيقة لا أعرف ما هي (متلازمة الدبدبة) مع أنني أعرف أن الدبدبة هي أرض رملية منبسطة ينتهي بها الصمان وتتوغل في الشمال الشرقي من المملكة حتى تتصل بالأراضي الكويتية لتشكل ما يعرف ب(الدوّ) قديماً إن لم يكن (الدّو) جزءاً منها اليوم حيث تتشابه طبيعتها ويتيه فيها المسافر لذلك سمي أحد أجزائها ب(المتياهة) وقد ذُكر الدو والدوة و(الدوّية) الكثير من الشعراء القدامى كقول أبي النشناش النهشلي -الصعلوك-.

(ودويّة قفرا يحار بها الردى

سرت بأبي النشناش ليلاً ركائبه

ليدرك ثأراً أو يفوز بمغنمٍ

ألا إن هذا الدهر تترى عجائبه

وسائلة أين الرحيل وسائل

من يسأل الصعلوك أين مذاهبه؟!

مذاهبه أن القفار عريضة

إذا ضنّ عنه أهله وأقاربه)

وقال الشاعر النبطي فهد بن صليبيخ:

(واصاحبي دونه حزوم وحمادي

(الدبدبة) و(البطن) وخشوم الانفاد

ما ياصله يا كود طلق الأيادي

أسرع من اللي روّح العصر فهاد

قلبي كما (شيتٍ) هراه البيادي

والا فحم كيرٍ تولاه حداد)

***

وأعرف أن الدبدبة قديماً وحديثاً هي من مراعي البادية الممرعة التي كانت تنمو فيها الأشجار البرية والأعشاب المختلفة التي تصلح لرعي الماشية مع أن الدبدبة اليوم قد أصابها (التصحر) وأصبحت شبه خلواء من الأشجار وإن بقيت تزدان بالأزهار والأعشاب البرية وخصوصاً (الصمعاء) بشكل كثيف في مواسم الخصب.

***

هذا بالنسبة للدبدبة أما مفردة (متلازمة) التي (لازمتها) اليوم وأصبح علماء البيئة والمختصون يتحدثون عنها كمرض يختص بالماشية التي ترعى فيها على وجه التحديد فهو أمر مثير للحزن والفزع لا سيما إذا ما عرفنا -على حدود علمنا- أن متلازمة داون إحدى الإعاقات التي تصيب عقل الإنسان فهل مثلاً تعتبر متلازمة الدبدبة إحدى الإعاقات التي تصيب عقل الحيوان مثل (الهيام) و(الطير) المرضان اللذان يصيبان الإبل على وجه التحديد، وهل يعني أن مواشينا وإبلنا ستفقد عقولها أيضاً وكأنه ينقصنا قلة في العقل و(العقلانية) أيضاً؟

***

بقي أن نشير للعلماء (العقلاء) الذين يدرسون هذه الظاهرة- المرض- متلازمة الدبدبة ونقول لهم: أثناء مسح المنطقة انظروا إلى الأحافير و(العقوم) الكثيرة التي شوهت الدبدبة وستعرفون السبب.

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7555 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد