بكين - باريس - وكالات
أفادت مذكرة أصدرتها سلطة السلامة النووية الصينية وتسلمها في باريس معهد الحماية من الاشعاعات والسلامة النووية، أن السلطات الصينية أعدت خطة تدخل طارئة حول السلامة النووية على إثر الهزة الأرضية، لكنها لم تلاحظ في هذه المرحلة (أي تسرب إشعاعي) في البيئة. وأضاف المعهد الفرنسي في مذكرته الثانية حول المنشآت النووية الصينية التي أعدها بالاستناد إلى مذكرة سلطة السلامة النووية الصينية، أن السلطات الصينية أعدت (خطة تدخل طارئة حول السلامة النووية والحماية من الاشعاعات). وأضاف أن (نتائج هذه التدابير تفيد أنه لم يلاحظ أي تسرب إشعاعي في البيئة). وأوضح المعهد الفرنسي أن (كافة المنشآت النووية التابعة لسلطة السلامة النووية الصينية والواقعة في مقاطعة سيتشوان لم تلحق بها أضرار)، وأن (المباني والمعدات المتصلة بالسلامة النووية لم تتأثر). لكنه قال إن (منشآت نووية مهملة أصيبت بأضرار طفيفة بسبب حالتها المتهالكة وبسبب معايير مكافحة الزلازل الأقل صرامة التي طبقت لدى إنشائها).
ويذكر الخبراء الفرنسيون بأن كثيراً من المنشآت النووية التي لا تنتج الكهرباء هي في مقاطعة سيتشوان، ومنها مركز لصنع الأسلحة النووية وإعادة معالجة البلوتونيوم وتحويل اليورانيوم. ونظرا إلى قوة الهزة، (ليس من المستبعد تضرر هذه المنشآت)، كما ذكر المعهد الفرنسي.
من جهة أخرى فر الآلاف وسط مخاوف من فيضان بحيرة على ضفافها في بيتشوان قرب مركز الزلزال الذي هز الصين قبل خمسة أيام. ولم يتضح على الفور ما إذا كان أحد أصيب. وفي إعلان عام تحذيري طلب من الناس الفرار إلى التلال.
إلى ذلك أعلن مسؤول حكومي كبير صيني السبت أن الزلزال الذي ضرب الصين أوقع 28881 قتيلاً مؤكداً في جميع المناطق التي طاولها. وأعلن غو ويمين المتحدث باسم مجلس الدولة (الحكومة) خلال مؤتمر صحافي أن السلطات أحصت أيضا في الساعة 14.00 بالتوقيت المحلي (6.00 تغ) 198341 جريحاً. غير أن بكين تخشى أن تتخطى الحصيلة النهائية خمسين ألف قتيل. وأعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة الرسمية السبت نقلاً عن مسؤولين محليين أن حصيلة الزلزال قد تصل إلى عشرين ألف قتيل في مدينة ديانغ وحدها بولاية سيشوان من جانب آخر انتشل 33 ناجياً من تحت الأنقاض بينهم سائح ألماني بعد أربعة أيام على الزلزال المدمر الذي ضرب إقليم سيشوان (جنوب غرب)، في وقت واصلت فرق الإغاثة أعمالها أملاً في العثور على مزيد من الناجين كما أعلنت وكالة أنباء الصين الجديدة. وفي مقاطعة بيشوان وحدها، التي تضررت كثيراً جراء الزلزال، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال 33 ناجياً بينهم طفل كان عالقاً تحت أنقاض مدرسته في مدينة بيشوان (تحمل اسم المحافظة) بحسب الوكالة. ولا يزال الجنود والمدنيون المتطوعون الذين يجرون أعمال البحث هناك عن أحياء يأملون في إنقاذ مزيد من الناجين، كون أصوات الاستغاثة لا تزال تصل إلى مسامعهم من تحت أنقاض المدرسة.