القاهرة - مكتب الجزيرة - ياسين عبد العليم
أكد أحمد ماهر وزير الخارجية المصري الأسبق أن الموقف الراهن في المنطقة العربية سيئ للغاية وأن الأنظار أينما اتجهت ستجد قضايا ومشاكل سواء في السودان أو في الصومال والعراق وفلسطين ولبنان وموريتانيا.
وأضاف ماهر في لقائه بالصالون الفكري للسفير هشام ناظر سفير خادم الحرمين الشريفين بالقاهرة أن الموقف في لبنان وصل إلى وضع بالغ الخطورة وحذر من أنه إذا تصور أحد الأطراف في لبنان أنه يستطيع أن ينتصر ويحقق نصرا على الآخرين فسيكون مخطئا وأن الخاسر في كل حالة هو لبنان وحده.
وقال إن ما نراه اليوم هو حالة من التردي لا يمكن أن يخرج منها منتصر لأن التوازنات المطلوبة في بلد طوائفه كثيرة ومختلف المشارب وتاريخه يشهد بأنه تجمع لطوائف مختلفة كان يستوجب دائما المحافظة على تلك التوازنات مشيرا إلى أن الحرب الأهلية التي طالت لسنوات طويلة في لبنان انتهت كما نعرف جميعاً باتفاق الطائف الذي قاده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز - رحمه الله - وأثمرت العملية التصالحية عن إلغاء الطائفية وتعاون اللبنانيين على بناء بلدهم، مؤكداً أن نتائج الطائف كانت إيجابية وتضمن للبنانيين حياة مستقرة وسعيدة لأسباب كثيرة بعد فترة تلاشت آثارها وعاد اللبنانيون مرة أخرى للحوار الذي يتخذ أحيانا شكلا أليفا وأحيانا ما يأخذ شكلا لا يتفق مع مقتضيات الحفاظ على وحدة البلاد ومع ذلك كانوا قادرين على أن يتعايشوا.
وأكد أن ما يحدث في لبنان اليوم هو انعكاس لأوضاع دولية وإقليمية وأن السياسة لا تقوم على أخلاقيات وإنما على إيجاد أسلوب ليتعايش المواطنون في وطن معين بسلام ويتمتعون بالقدرة على إدارة أمورهم بأنفسهم.
