Al Jazirah NewsPaper Sunday  18/05/2008 G Issue 13016
الأحد 13 جمادى الأول 1429   العدد  13016
رقص الأقحوانة
فتى الشقيق.. فخرنا
محمد يحيى القحطاني

لم يكن محمد عبده بحاجة لمزيد من بهارات الثناء ونياشين المديح في حلقة العراب التي شاهدها الملايين عبر شاشات التلفاز رغم أن الزميل العزيز نيشان تحدث أكثر من ضيفه والذي كنت أتمنى أن يعطي الجزيرة حقها حين كانت غالبية أسئلته تدور حول ما نشرناه هنا.

محمد عبده (هكذا أسميه دون ألقاب) خرج كعادته صريحاً رغم أن صراحته هذه باتت مزعجة ومنفرة للبعض وكأنه يتحدث بشفافية لأول مرة أو مشى عكس التيار.

وفي كل يوم أجد أن هذا الفنان ثروة وطنية كما قال أيضا العزيز تركي الدخيل جاء ليفجر لنا منذ خمسين عاماً ينبوعاً من الفن الطربي الأصيل، وهو كما لاحظ الجميع كان صادقاً في كل كلماته حتى التي وصف بها نفسه ولم يُلبس نفسه ثوباً من ال أنا كما يفعل غيره.

من الصعب أن يتقبل البعض صدق الكلام خاصة الذين اعتادوا على النفخ والكيل بشتى أصناف المديح أو ممن جعل جماهيره مقياساً لحديثه عن الآخرين يقيمهم كيفما شاء واتفق وأعني هنا الذين كذبوا على أنفسهم فصدقوها وصدّقها معهم مراهقيهم، وهي حلقة أعتبرها توثيقية ونجح محمد عبده في إخراجها كما لم يفعل من قبل، وهو أيضا كان في منتهى (التجلي).

قبيل الحلقة بنصف ساعة اتصل بي محمد عبده وعلم بأنني في دبي وهو كان حريصا على حضوري وأصدقكم القول بأنني (صرفته) بالموافقة وأخبرته بأني في طريقي للأستديو رغم قراري المسبق بعدم الحضور لأنني لا أحب الجلوس في مكان لمدة ساعتين متواصلة، والحمد لله أنني لم أحضر بسبب تمديد الحلقة (استثنائياً) وفضلت مشاهدتها مع مجموعة من الزملاء.

في الحلقة تحدث محمد عبده عن خالد عبدالرحمن بكل صراحة وأتفق معه في كل ما ذهب إليه وكذا رأيه في راشد وعبدالمجيد وأختلف معه في رأيه عن طلال مداح رحمه الله مع اتفاقي له في كل آرائه ولكنني تماماً أرفض رفضاً قاطعاً اتهامه بعدم المعرفة بالشيء أو سطحيته في الحديث بل إنه كان وما زال عميقاً في آرائه ورؤيته التي اكتسبها منذ خمسين عاماً. فتى الشقيق اليتيم هذا ملأ الدنيا طرباً ودانت له الساحة طواعية أو كراهية وهو شذّب الفن وأناخ ناقته في صحرائنا فجعلها رياضاً تهفو إليها جماهير الطرب من كل حدب وصوب.

محمد عبده هو هذا الذي نحب جاء كما كنّا نريد وقال ما كنّا نأمل وجميعنا دعا له بطول العمر كي تواصل أغنيتنا السعودية مبتغاها وهو مدرسة فنية خاب من لم يتعلم منها درساً واحداً. أما من يزايدون على قامته فهم ما زالوا صغاراً في السن والمكانة خاصة من يحاولون إلغاء طغيانه وهو الذين ما استطاع تأريخهم كله مقاومة واحدة من أغانيه.

لكل الفنانين أقول بأن يتعلموا كيف يغنون وكيف يخططون وأين يضعون أقدامهم لأن القتال هو جزء من مشوار النجاح..



fm248@hotmail.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 796 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد