كثيراً ما نتحدث عن (القِيَمِيّة) التي نُمَنِي أنفسنا بالوصول إليها أو حتى الالتحاق بركبها الجاد في مسيرته لكي نكون على الأقل مثل هؤلاء.. الذين لا يجبرون أنفسهم على مضايقة البشر فليسوا كالسد المنيع الذي يحول دون وصول المطالبين إلى حقوقهم (الحقيقية) المدفوعة (المِنّة) مسبقاً..!
وسنستمر في المسير داخل تلك الحلقة المفرغة التي ستعيدنا كل خطوة فيها مسافات شاسعة إلى الخلف.
ليست مبالغة أو تضخيم للواقع ولكنها الحقيقة المرة التي يجب أن نعترف بها جميعاً وأن نتجنب إنكارها في كل محفل...
العديد من الخدمات البدهية (الكهرباء، الماء...) وغيرها تستهلك من وقتنا الكثير، مع أنها في الواقع خدمات (ضرورية) مدفوعة الثمن والمشقة! ومن المفترض على القائمين عليها أن يبحثوا عن المستهلك أو المستفيد ويقدموا إليه الخدمة وهو في منزله من دون الحاجة إلى شراء ملف علاق (أخضر) والتردد على تلك الجهات عشرات المرات بشرط أن يقترن هذا التردد بالاستجداء والاستعطاف لتلك الجهات الخدمية (المتنوّعة) التي تتكاتف في توزيع الأعذار فيما بينها بشكل عادل ومتساو وبعيد عن الاتهام الباطل الذي يقود إلى الظلم..؟!، فما الذي يمنع هؤلاء من أن ينجزوا المطلوب منهم في الوقت المحدد أو على أقل تقدير ألا يجعلوا المواطن يستأذن كل يوم من عمله لكي يواصل رحلة الاستجداء لهؤلاء البشر الذين لا هم لهم سوى الإهمال وتكريس مفهوم الخدمات الشخصية على حساب العمل.
من يصدق بأن إيصال الكهرباء إلى منشأة وسط منطقة الرياض يحتاج إلى أكثر من أربعة شهور بالإضافة إلى عدد لا بأس به من المراجعات المتعاقبة... خدمات متعددة كل واحدة منها تحتاج إلى كم كبير من الوقت والجهد والواسطات والمال لكي نحل جميع هذه الأمور، في حين يتمتع سكان بعض الدول المجاورة بمزايا لأبسط الأمور لا أقول الأساسية أو الأولية، بل الترفيهية.. وسنظل نتمنى ونتمنى.. ولن يأتينا الفرج.
alfaisal411@hotmail.com