مهما بلغ اللاعب من شهرة ومن المكانة على النطاق المحلي فإنها لا تعني شيئا في عالم الرياضة إذا لم تتحقق للاعب الوضعية الدولية في منتخب بلاده، هناك من يصل بعد ربع عمره في الملاعب، وآخر بعد النصف وثالث في نهاية المشوار ورابع لا يصل أبدا، في حكاية ماجد عبد الله المسألة لم تتعد شهورا بعد دخوله عالم الكرة بشكل رسمي في عام 1977، في ذلك العام تابعته كل الأنظار لتؤكد رجاحة اليوغسلافي بروشتش والمصري محمود أبو رجيله حين ذهبوا لمشاهدة هذا الماجد في حواري الرياض مع فريق الاتفاق بناء على نصيحة من نصيب عوض ومحمد الهديان وخالد التركي.
بعد فترة وجيزة من انضمام الأسمراني للنصر استدعاه مدرب منتخب الناشئين جيف فاوندون للأخضر الصغير فكان نجم دورة تبريز وبطلها، ومنها انطلق يمثل كبار النصر فكان المنتخب الكبير بانتظاره في أواخر ذلك العام لتبدأ الانطلاقة من مباراة ودية ضد بنفيكا البرتغالي كانت نتيجتها سعودية بثلاثة أهداف لهدفين، نصيب ماجد منها الهدف الثاني والثالث وكان قميصه في تلك المباراة يحمل الرقم 17 ومن بعدها مباشرة ارتدى قميصه الشهير رقم 9 ليصبح أشهر لاعب لبسه واشتهر به حتى لُقب بالسحابة 9 .
مع المنتخب تعامل ماجد مع جميع المدارس التدريبية بداية بالإنجليزي جيمي هيل وحتى انتهى المطاف به مع الأرجنتيني سولاري لكن الجميل أن ماجد منذ حطت قدمه معسكرات المنتخب لم يغب عن تمثيل الأخضر حتى أعلن الاعتزال الدولي في يوليو 1994 بعد قيادته لبلاده في نهائيات كأس العالم 1994 كأول قائد سعودي وأول لاعب تحط قدمه أرض أول مباراة للمنتخب في نهائيات كأس العالم.
في كأس الخليج الخامسة في بغداد سجل ماجد حضورا مذهلا رغم عدم تحقيق اللقب إلا أنه عاد وكل الخليج تتحدث عن مهاجمه الذي سجل خمسة أهداف في مرمى قطر كأول خليجي يفعلها في الدورة القوية والجماهيرية.
وبالرغم من موهبة ماجد ورفاقه ووجود مدربين كبار على رأس الهرم التدريبي للمنتخب كمانيلي وزاجالو إلا أن حظ ذلك الجيل لم يكن في بدايته جميلا حتى جاءت اللحظة الحاسمة في تصفيات أولمبياد لوس أنجلوس النهائية بسنغافورة، في تلك التصفيات امتطى ماجد صهوة جواده الأصيل ليساعد منتخب بلاده بقيادة مدربه الوطني خليل الزياني لكتابة الصفحة الأولى من تاريخ كرتنا الذهبية ويثبت أنه أهم لاعب قاد هجوم الأخضر، في سنغافورة أبدع المنتخب وتألق ماجد فسجل 6 أهداف احتضنتها شباك نيوزلندا (هدفين) والكويت (هدفين) وكوريا الجنوبية (هدفين) وفي كل هدف جمع ماجد المهارة والإعجاز واللمسة الساحرة وغرد الأخضر متأهلا ليحقق أول إنجازاته الذهبية ولكن ليس آخرها ففي نفس العام عاد ماجد في نهائيات كأس آسيا لمقابلة التحدي الآسيوي المتربص بالنجم الكبير ورفاقه، ومرة ثانية كان لماجد البصمة الساحرة عندما انتزع نقطة الأمل من فم كوريا الجنوبية برأسية رسمت شكل المثلث في الدقيقة الأخيرة ليؤكد تخصصه في قهر شمشون آسيا، وفي النهائي الحاسم كان لماجد حكاية ألف ليلية وليلة من موسوعة الأهداف عندما توج تقدم المنتخب أمام الصين بهدف ثان غزل خيوطه خيطا خيطا حتى أودع الكرة في الشباك على رأي علي داودد وهو (مَهِّدي) ثم رفع يده اليمنى وقال: هذا الهدف سجله ماجد.
يتبع غداً