علاقة المملكة العربية السعودية بالولايات المتحدة الأمريكية تعد أحد الروافد التي تصب في مصلحة الاستقرار والأمن العربي بشكل عام، فكم استغلت الرياض ووظفت تلك العلاقة لخدمة المصالح العربية والمنافحة عن حقوق الأشقاء العرب والمسلمين مستخدمة بذلك دبلوماسية التحالف القائمة على الندية والصراحة فيما يطرح على طاولة النقاش من قضايا اختلافية أو توافقية على حد سواء.

ومع أن مساعي المتربصين في الماء للإخلال بتلك العلاقة الثنائية سواء من متطرفي الجانبين أو من أطراف دولية أخرى لا تنتهي، فإن العلاقات السعودية الأمريكية التي قامت على قدر سليم وصحيح من معايير ومتطلبات التوافق، اجتازت كل تلل العقبات والعراقيل والأفخاخ التي اجتهد البعض من داخل الواقع الأمريكي بالذات لزرعها، ولعل اجتياز عقدة الحادي عشر من سبتمبر خير دليل على ذلك.

الآن وفي الوقت الراهن هناك رزمة من القضايا التي تلتقي عين واشنطن والرياض عليها وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتعنت إسرائيل وتطرفها في المفاوضات التي أضاعت لبن الكثير من الجهود الدولية وآخرها مؤتمر أنابوليس، ولا نجانب جادة الصواب إن قلنا إن المملكة العربية السعودية قد وظفت كل ثقلها الاستراتيجي والنفطي والدولي لخدمة القضية الفلسطينية وفتح المنافذ لها داخل أروقة السياسة الأمريكية وبذلت الكثير أيضاً من الجهد الراقي والملتزم لقطع الطريق على بعض المتكالبين على حقوق الشعب الفلسطيني من خلال توظيف علاقتها مع الجانب الأمريكي لخدمة القضية الفلسطينية وغيرها من القضايا الأخرى سواء في العراق أو لبنان أو غيرها من إشكاليات الواقع العربي التي دخلت في دهاليز السياسة الدولية.

تظل العلاقة السعودية الأمريكية دائماً بمثابة ورقة الدعم والمؤازرة للموقف العربي ودائماً ما تتجاوز أطر ومحاور المصلحة الذاتية إلى فضاءات المصلحة العربية والإسلامية الكبرى، وهو الأمر الذي لا ينكر وجوده إلا من جهل بمسلمات الواقع الدولي والسياسة الخارجية السعودية وقبل ذلك قد جهل أيضاً ببديهيات القضايا ومسلمات الأمور التي لا ينكرها إلا من حُرم من ميزة الإنصاف أو من سيطرت عليه قناعات عنتريات مناطحة الريح ومصارعة السراب التي لا تغني ولا تسمن من جوع في عالم دولي تشابكت به المصالح وتداخلت به العداوات على حد سواء.

****

لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«9999» ثم أرسلها إلى الكود 82244