المدينة المنورة - مروان عمر قصاص
ضمن الفعاليات الثقافية المصاحبة لمعرض جامعة طيبة الدولي للكتاب والمعلومات الأول التي يشارك فيها عدد من أصحاب الفكر والقلم، عقدت ندوة بعنوان (الأمن الفكري) مساء أمس الأول الخميس والتي شارك فيها كل من سعادة الدكتور صالح الحربي، وكيل المعهد العالي للأئمة والخطباء بجامعة طيبة، والعقيد المتقاعد الدكتور سعد بن عودة الردادي، المستشار بمكتب مدير الأمن العام بمنطقة الرياض وبدأ الدكتور صالح الحربي الندوة من خلال طرح العديد من التساؤلات حول الأمن الفكري، وكذلك العلاقة بين الأمن الفكري والثقافة.
وأشار إلى أن الثقافة التي يحويها الإنسان في عقله هي الوجه الآخر للفكر، وإذا أراد الإنسان أمن فكري فيجب أن تكون ثقافته إسلامية، لأنها ثقافة ربانية مستقاة من الوحي الإلهي، وأنها صالحة لكل زمان ومكان، وتتميز بالوسطية.
وتوجه د. الحربي في أثناء حديثه إلى مشكلة تعاني منها الشعوب الإسلامية وهي الانفصام بين الواقع والتنظير، وأضاف إننا لسنا وحدنا في هذا العالم بل نحن ضمن منظومة كونية أصبحت صغيرة بفعل عوامل التقنية التي قربت البعيد.
وحول موقف المسلمين من الثقافة الغربية قال د. الحربي إن المسلمين انقسموا إلى ثلاثة أقسام أولهم فضل الانغلاق وعدم الأخذ من هذه الثقافة جملة وتفصيلا وعدم مناقشة تلك الثقافة، ويهدف أصحاب ذلك الانغلاق إلى حماية ثقافتهم الإسلامية وأن في ثقافتهم ما يكفي ولا داعي لأن نقرأ في حضارة غيرنا، وقسم ثان فضل الانفتاح وحتى الانبطاح وأخذ كل ما في الثقافة الغربية من إيجابيات وسلبيات والزعم بأنها الخلاص والمنقذ لحال المسلمين الذي وصلوا إليه اليوم واللهاث خلف كل ما هب ودب، وأما القسم الثالث فقد التزم جانب الوسطية وأخذ ما يفيد ثقافتنا الإسلامية ويجعلنا نصل إلى حد الاكتفاء وترك الجوانب السلبية التي تضر بحال المسلمين.
من جانبه ركز العقيد المتقاعد الدكتور سعد بن عودة الردادي، المستشار بمكتب مدير الأمن العام بمنطقة الرياض حديثه عن أهمية ربط الإيمان بالتوحيد كمنطلق للحصول على الأمن الفكري ولا يمكن الشعور بالطمأنينة إلا من خلال ارتباطه بالأمن الفكري وقد جعل الله سبحانه وتعالى فقدان الأمن عذاب كما جعلها منّة.